اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 419
في كتابكم حجة على أن عيسى من الله {فآمنوا بالله وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثلاثة} خبر مبتدأ محذوف أي ولا تقولوا الآلهة ثلاثة {انتهوا} عن التثلث {خيرا لكم} والذى يدل عليه القرآن والتصريح منهم بأن الله والمسيح ومريم
النساء (171 _ 172)
ثلاثة آلهة وأن المسيح ولد الله من مريم ألا ترى إلى قوله أأنت قُلتَ للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله وقالت النصارى المسيح ابن الله {إِنَّمَا الله} مبتدأ {إِلَهٌ} خبرة {واحد} توكيد {سبحانه أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} أسبحه تسبيحاً من أن يكون له ولد {لَّهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِى الأرض} بيان لتنزهه مما نسب إليه بمعنى أن كل مافيهما خلقه وملكه فكيف يكون بعض ملكه جزأ منه إذ النبوة والملك لا يجتمعان على أن الجزء إنما يصح في الأجسام وهو يتعالى عن أن يكون جسماً {وكفى بالله وَكِيلاً} حافظاً ومدبراً لهما ولما فيهما ومن عجز عن كفاية أمر يحتاج إلى ولد يعينه
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172)
ولما قال وفد نجران لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تعيب صاحبنا عيسى قال وأي شيء أقول قالوا اتقول إنه عبد الله ورسوله قال إنه ليس بعار أن يكون عبد الله قالوا بلى نزل قوله تعالى {لَّن يَسْتَنكِفَ المسيح} أي لن يأنف {أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ} هو رد عل النصارى {ولا الملائكة} رد على من يعبدهم من العرب وهو عطف على المسيح {المقربون} أي الكروبيون الذين حول العرش كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومن في طبقتهم والمعنى ولا الملائكة المقربون أن يكونوا عباداً لله فحذف ذلك لدلالة عبد الله عليه إيجازاً وتشبثت المعتزلة والقائلون بتفضيل الملك على البشر بهذه الآية وقالوا الارتقاء إنما يكون
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 419