اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 417
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167)
{إن الذين كفروا} بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود {وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ الله} ومنعوا الناس عن سبيل الحق بقولهم للعرب إنا
النساء (167 _ 170)
لا نجده في كتابنا {قَدْ ضَلُّواْ ضلالا بَعِيداً} عن الرشد
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168)
{إن الذين كفروا} بالله {وظلموا} محمد عليه السلام بتغيير نعته وإنكار نبوته {لَّمْ يَكُنْ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ} ما داموا على الكفر {وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً}
لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)
ولما نزل إنا أوحينا إليك قالوا ما نشهدلك بهذا فنزل {لكن الله يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ} ومعنى شهادة الله بما أنزل إليه اثباته لصحته باظهار المعجزات كما يثبت الدعاوى بالبينات إذا لحيكم لا يؤيد الكاذب بالمعجزة {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} أي أنزله وهو عالم بأنك أهل لانزاله إليه وأنك مبلغه أو أنزله بما علم من مصالح العباد وفيه نفي قول المعتزلة في انكار الصفات فانه أثبت لنفسه العلم {والملائكة يَشْهَدُونَ} لك بالنبوة {وكفى بالله شَهِيداً} شاهداً وإن لم يشهد غيره
بمبشرين ومنذرين والمعنى أن إرسالهم إزاحة للعلة وتتميم لإلزام الحجة لئلا يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولاً فيوقظنا من سنة الغفلة وينبهنا بما وجب الانتباه له ويعلمنا ما سبيل معرفته السمع كالعبادات والشرائع أعني في حق مقاديرها وأوقاتها وكيفياتها دون أصولها فإنها مما يعرف بالفعل {وَكَانَ الله عَزِيزاً} في العقاب على الإنكار {حَكِيماً} في بعث الرسل للإنذار
إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)
{إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذلك عَلَى الله يَسِيراً} وكان تخليدهم في جهنم سهلا عليه والتقدير يعاقبهم خالدين
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 417