اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 415
فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160)
{فَبِظُلْمٍ مّنَ الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طيبات أُحِلَّتْ لَهُمْ} وهي ما ذكر في سورة الأنعام وَعَلَى الذين هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظفر الآية والمعنى ما حرمنا عليهم الطيبات الظلم عظيم ارتكبوه وهو ما عدد قبل هذا {وبصدهم عن سبيل الله} ويمنعهم عن الإيمان {كَثِيراً} أي خلقاً كثيراً أو صدا كثيرا
وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)
{وَأَخْذِهِمُ الربا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ} كان الربا محرماً عليهم كما حرم علينا وكانوا يتعاطونه {وَأَكْلِهِمْ أموال الناس بالباطل} بالرشوة وسائر الوجوه المحرمة {وَأَعْتَدْنَا للكافرين مِنْهُمْ} دون من آمن {عَذَاباً أَلِيماً} في الآخرة
الإسلام أو الضمير في به يرجع إلى الله أو إلى محمد صلى الله عليه وسلم والثاني إلى الكتابي {وَيَوْمَ القيامة يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} يشهد على اليهود بأنهم كذبوه وعلى النصارى بأنهم دعوه ابن الله
لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)
{لكن الراسخون فِى العلم} أي الثابتون فيه المتقون كابن سلام وأضرابه {مِنْهُمْ} من أهل الكتاب {والمؤمنون} أي المؤمنون منهم والمؤمنون من المهاجرين والأنصار وارتفع الراسخون على الابتداء {يُؤْمِنُونَ} خبره {بِمَا أُنزَلَ إِلَيْكَ} أي القرآن {وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} أي سائر الكتب {والمقيمين الصلاة} منصوب على المدح لبيان فضل الصلاة وفي مصحف عبد الله والمقيمون وهي قراءة مالك بن دينار وغيره {والمؤتون الزكاة} مبتدأ {والمؤمنون بالله واليوم الآخر} عطف عيله والخبر {أولئك سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} وبالياء حمزة
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 415