اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 370
النفاق قولاً بليغاً يبلغ منهم ويؤثر فيهم
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ} أي رسولاً قط {لِيُطَاعَ بِإِذْنِ الله} بتوفيقه في طاعته وتيسيره أو بسبب إذن الله في طاعته وبأنه أمر المبعوث إليهم بأن يطيعوه لأنه مؤد عن الله فطاعته طاعة الله وَمَن يُطِعِ الرسول فقد أطاع الله {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} بالتحاكم إلى الطاغوت {جاؤوك} تائبين من النفاق معتذرين عما ارتكبوا من الشقاق {فاستغفروا الله} من النفاق والشقاق {واستغفر لَهُمُ الرسول} بالشفاعة لهم والعامل في إذ ظلموا خير أن وهو جاءوك والمعنى ولو وقع مجيئهم في وقت ظلمهم مع استغفارهم واستغفار الرسول {لَوَجَدُواْ الله تَوَّاباً} لعلموه تواباً أي لتاب عليهم ولم يقل واستغفرت لهم وعدل عنه إلى طريقة الالتفات تفخيما لشأنه صلى الله عليه وسلم وتعظيماً لاستغفاره وتنبيهاً على أن شفاعة من اسمه الرسول من الله بمكان {رَّحِيماً} بهم قيل جاء أعرابي بعد دفنه عليه السلام فرمى بنفسه على قبره وحثا من ترابه على رأسه وقال يا رسول الله قلت فسمعنا وكان فيما أنزل عليك ولو أنهم إذ ظلموا
النساء (65 _ 69)
أنفسهم الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك أستغفر الله من ذنبي فاستغفر لي من ربي فنودي من قبره قد غفر لك
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
{فلا وربك} أى فوربك كقوله فوربك لنسألهم ولا مزيدة لتأكيد معنى القسم وجواب القسم {لاَ يُؤْمِنُونَ} أو التقدير فلا أي ليس الأمر كما يقولون ثم قال وربك لا يؤمنون {حتى يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} فيما اختلف بينهم واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً} ضيقاً {مّمَّا قَضَيْتَ} أي لا تضيق صدورهم من حكمك أو شكًّا لأن الشاك في ضيق من أمره
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 370