اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 316
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182)
{ذلك} إشارة إلى ما تقدم من عقابهم {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} أي ذلك العذاب بما قدمتم من الكفر والمعاصي والإضافة إلى اليد لأن أكثر
القيامة} تفسير لقوله بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ أي سيجعل مالهم الذي منعوه عن الحق طوقاً في أعناقهم كما جاء في الحديث من منع زكاة ماله يصير حية ذكراً أقرع له نابان فيطوق في عنقه فينهشه ويدفعه إلى النار و {ولله ميراث السماوات والأرض} وله مافيهما مما يتوارثه أهلهما من مال وغيره فمالهم يبخلون عليه بملكه ولا ينفقونه في سبيل الله والأصل فى ميراث موارث فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها {والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وبالياء مكي وأبو عمرو فالتاء على طريقة الالتفات وهو
آل عمران (181 _ 184) أبلغ في الوعيد والياء على الظاهر
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
{لَّقَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الذين قَالُواْ إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} قال ذلك اليهود حين سمعوا قوله تعالى {مَّن ذَا الذى يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا} وقالوا إن إله محمد يستقرض منا فنحن إذاً أغنياء وهو فقير ومعنى سماع الله له انه لم يخف عليه وأنه أعدله كفاء من العقاب {سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} سنأمر الحفظة بكتابة ما قالوا في الصحائف أو سنحفظه إذ الكتاب من الخلق ليحفظ مافيه فسمى به مجازا وما مصدرية أو بمعنى الذي {وَقَتْلَهُمُ الأنبياء بِغَيْرِ حَقٍّ} معطوف على ما جعل قتلهم الأنبياء قرينة له إيذانا بأنهما في العظم أخوان وأن من قتل من الأنبياء لم يستبعد منه الاجتراء على مثل هذا القول {وَنَقُولُ} لهم يوم القيامة {ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق} أي عذاب النار كما أذقتم المسلين الغصص قال الضحاك ويقول لهم ذلك خزنة جهنم وإنما أضيف إلى الله تعالى لأنه بأمره كما في قوله سنكتب سيكتب وقتلهم ويقول حمزة
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 316