responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 304
ما ينكبون به في بعض الأوقات تمحيص لهم {وَلِيَبْتَلِىَ الله مَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ} وليمتحن ما في صدور المؤمنين من الإخلاص ويمحص ما في قلوبهم من وساوس الشيطان فعل ذلك أو فعل ذلك لمصالح جمة وللاتبلاء والتمحيص {والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} بخفياتها

إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)
{إِنَّ الذين تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ} انهزموا {يَوْمَ التقى الجمعان} جمع محمد عليه السلام
آل عمران (155 _ 158)
وجمع أبي سفيان للقتال بأحد {إِنَّمَا استزلهم الشيطان} دعاهم إلى الزلة وحمهلم عليها {بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ} بتركهم المركز الذي امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات فيه فالإضافة إلى الشيطان لطف وتقريب والتعليل بكسبهم وعظ وتأديب وكان أصحاب محمد عليه السلام تولوا عنه يوم أحد إلا ثلاثة عشر رجلاً منهم أبو بكر وعلي وطلحة وابن عوف وسعد بن أبي وقاص والباقون من الأنصار {وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ} تجاوز عنهم {إن الله غفور رحيم} للذنوب {حليم} لا يعاجل بالعقوبة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)
{يا أيها الذين آمنوا لاَ تَكُونُواْ كالذين كَفَرُواْ} كابن أبيّ وأصحابه {وَقَالُواْ لإخوانهم} أي في حق إخوانهم في النسب أو في النفاق {إِذَا ضَرَبُواْ فِى الأرض} سافروا فيها للتجارة أو غيرها {أَوْ كَانُواْ غُزًّى} جمع غازٍ كعافٍ وعفّى وأصابهم موت أو قتل {لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ الله ذلك حَسْرَةً في قلوبهم} اللام يتعلق بلا تكونوا أي لا تكونوا كهؤلاء في النطق بذلك القول واعتقاده ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم خاصة ويصون منها قلوبكم أو بقالوا أي قالوا ذلك واعتقدوه ليكون ذلك حسرة فى قلوبهم خصاة والحسرة الندامة على فوت المحبوب {والله يُحْيىِ وَيُمِيتُ} رد لقولهم إن القتال يقطع الآجال أي الأمر بيده قد يحيي المسافر والمقاتل ويميت

اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست