responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 298
التسبيب والهمزة لأنكار أن يجعلوا خلو الرسل قبله سبباً لانقلابهم على أعقابهم بعد هلاكه بموت أو قتل مع علمهم أن خلو الرسل قبله وبقاء دينهم متمسكاً به يجب أن يجعل سبباً للتمسك بدين محمد عليه السلام لا للانقلاب عنه والانقلاب على العقبين مجاز على الارتداد أو عن الانهزام {وَمَن يَنقَلِبْ على عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ الله شَيْئاً} وإنما ضر نفسه {وَسَيَجْزِى الله الشاكرين} الذين لم ينقلبوا وسماهم شاكرين لأنهم شكروا نعمة الإسلام فيما فعلوا

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)
{وَمَا كَانَ} وما جاز {لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله} أي بعلمه أو بأن بأذن ملك الموت في قبض روحه والمعنى أن موت الأنفس محال أن يكون إلا بمشيئة الله وفيه تحريض على الجهاد وتشجيع على لقاء العدو وإعلام بأن الحذر لا ينفع وأن أحداً لا يموت قبل بلوغ أجله وإن خاض المهالك واقتحم المعارك {كتابا} مصدر مؤكد لأن المعنى
آل عمران (146 _ 149)
كتب الموت كتاباً {مُّؤَجَّلاً} مؤقتاً له أجل معلوم لا يتقدم ولا يتأخر {وَمَن يُرِدْ} بقتاله {ثَوَابَ الدنيا} أي الغنيمة وهو تعريض بالذين شغلتهم الغنائم يوم أحد {نُؤْتِهِ مِنْهَا} من ثوابها {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخرة} أي إعلاء كلمة الله والدرحة فى الآخرة {نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِى الشاكرين} وسنجزي الجزاء المبهم الذين شكروا نعمة الله فلم يشغلهم شيء عن الجهاد

وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)
{وَكَأَيّن} أصله أي دخل عليه كاف التشبيه وصار فى معنى كم التى للتكثير وكائن يوزن كاع حيث كان مكي {مِّن نَّبِىٍّ قَاتَلَ} قتل مكي وبصري ونافع {مَعَهُ} حال من الضمير في قتل أي قتل كائناً معه {ربيون كثير} والربيون والربانيون وعن الحسن بضم الراء وعن البعض بفتحها فالفتح على القياس لأنه منسوب إلى الرب والضم والكسر من تغييرات النسب {فَمَا وَهَنُواْ} فما فتروا عند قتل نبيهم {لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ الله وَمَا

اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست