اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 292
من العصاة قد يدخلها ولكن عاقبة أمره الجنة وفي ذكره تعالى لعل وعسى فى نحو هذا المواضع وإن قال أهل التفسير إن لعل وعسى من الله للتحقيق مالا يخفى على العارف من دقة مسلك التقوى وصعوبة إصابة رضا الله تعالى وعزة التوصل إلى رحمته وثوابه
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
{وَسَارِعُواْ إلى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ} سَارَعوا مدني وشامي فمن أثبت الواو عطفها على ما قبلها ومن حذفها استأنفها ومعنى المسارعة إلى المغفرة
آل عمران (133 _ 135)
والجنة الاقبال على ما يوصل اليها ثم قيل هي الصلوات الخمس أو التكبيرة الأولى أو الطاعة أو الإخلاص أو التوبة أو الجمعة والجماعات {عرضها السماوات والأرض} أى عرضها عرض السموات والأرض كقوله عرضها كعرض السماء والأرض والمراد وصفها بالسعة والبسط فشبهت بأوسع ما علمه الناس خلقه وأبسطه وخص العرض لأنه في العادة أدنى من الطول للمبالغة وعن ابن عباس رضى الله عنهما كسبع سموات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض وما روي أن الجنة في السماء السابعة أو في السماء الرابعة فمعناه انها في جهتها لا أنها فيها أو في بعضها كما يقا فى الدار بستان وإن كان يريد عليها لأن المراد أن بابه إليها {أُعِدَّتْ} فى موضع جر صفة لجنة أيضاً أي جنة واسعة معدة {لّلْمُتَّقِينَ} ودلت الآيتان على أن الجنة والنار مخلوقتان ثم المتقي من يتقي الشرك كما قال وَجَنَّةٍ عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله أو من يتقي المعاصي فإن كان المراد الثاني فهي لهم بغير عقوبة وإن كان الأول فهي لهم أيضاً في العاقبة ويوقف عليه إن جعل
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)
{الذين يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ والضراء} في حال اليسر والعسر مبتدأ وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة وجعل الخبر أولئك وإن جعل وصفاً للمتقين وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة وجعل الخبر أولئك وإن جعل وصفاً للمتقين وعطف عليه والذين إذا فعلوا فاحشة أي أعدت للمتقين والتائبين فلا وقف فإن قلت الآية تدل على أن الجنة معدة للمتقين والتائبين
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 292