اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 290
صبرتم واتقيتم {مسومين} بكسر الواو مكى وأبو عمرو وعاصم وسهل أي معلمين أنفسهم أو خيلهم بعلامة يعرف بها في الحرب والسومة العلامة عن الضحاك معلمين بالصوف الابيض فى تواصى الدواب وأذنابها غيرهم بفتح الواو أي معلمين قال الكلبى معلمين بعمائم صفر مرخاة على اكتافهم وكانت عمامة الزبير يوم بدر صفراء فنزلت الملائكة كذلك قال قتادة نزلت ألفاً فصاروا ثلاثة آلاف ثم خمسة آلاف
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)
{وَمَا جَعَلَهُ الله} الضمير يرجع إلى الإمداد الذي دل عليه أن يمدكم {إِلاَّ بشرى لَكُمْ} أي وما جعل الله إمدادكم بالملائكة إلا بشارة لكم بأنكم تنصرون {وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ} كما كانت السكينة لبني إسرائيل بشارة بالنصر وطمأنينة لقلوبهم {وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله} لا من عند المقاتلة ولا من عند الملائكة ولكن ذلك مما يقوي به الله رجاء النصرة والطمع في الرحمة {العزيز} الذي لا يغالب في أحكامه {الحكيم} الذي يعطي النصر لأوليائه ويبتليهم بجهاد أعدائه
لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)
واللام في {لِيَقْطَعَ طَرَفاً مّنَ الذين كَفَرُواْ} ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش متعلقه بقوله ولقد نصركم الله أو بقوله وما النصر إلا من عند الله أو يمددكم ربكم {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة وحقيقة الكبت شدَّة وهن تقع في القلب فيصرع فى الوجه
آل عمران (127 _ 133)
لأجله {فينقلبوا خائبين} فيرجعو غير ظافرين بمبتغاهم
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَىْءٌ} اسم ليس شيء والخبر لك ومن الأمر حال من شيء لأنها صفة مقدمة {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} عطف على ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم وليس لك من الأمر شيء اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه والمعنى أن الله تعالى مالك أمرهم فإما أن
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 290