اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 281
تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)
{تِلْكَ آيات الله} الواردة في الوعد والوعيد وغير ذلك {نَتْلُوهَا
تَأْمُرُونَ بالمعروف} {وأولئك هُمُ المفلحون} أي هم الأخصاء بالفلاح الكامل قال عليه السلام من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه وعن على رضى الله عنه أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)
{وَلاَ تَكُونُواْ كالذين تَفَرَّقُواْ} بالعداوة {واختلفوا} في الديانة وهم اليهود والنصارى فإنهم اختلفوا وكفر بعضهم بعضاً {مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ البينات} الموجبة للاتفاق على كلمة واحدة وهي كلمة الحق {وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)
! ونصب {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} أي وجوه المؤمنين بالظرف وهو لهم أو بعظيم أو باذكروا {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} أي وجوه الكافرين والبياض من النور والسواد من الظلمة {فَأَمَّا الذين اسودت وُجُوهُهُمْ} فيقال لهم {أَكْفَرْتُمْ} فحذف الفاء والقول جميعا للعلم به والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم {بَعْدَ إيمانكم} يوم الميثاق فيكون المراد به جميع الكفار وهو قول أبي وهو الظاهر أو هم المرتدون أو المنافقون أي أكفرتم باطناً بعد إيمانكم ظاهراً أو أهل الكتاب وكفرهم بعد الإيمان تكذيبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد اعترافهم به قبل مجيئه {فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)
{وَأَمَّا الذين ابيضت وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ الله} ففي نعمته وهي الثواب المخلد ثم استأنف فقال {هُمْ فِيهَا خالدون} لا يظعنون عنها ولا يموتون
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 281