اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 250
ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)
{ذُرِّيَّةَ} بدل من آل إبراهيم وآل عمران {بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} مبتدأ وخبره في موضع النصب صفة لذرية يعني أن الآلين ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض موسى وهرون من عمران وعمران من يصهر ويصهر من قاهث وقاهث من لاوي ولاوي من يعقوب ويعقوب من إسحق وكذلك عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثار وهو يتصل بيهودا بن يعقوب بن إسحق وقد دخل في آل إبراهيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل بعضها من بعض في الدين {والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يعلم من يصلح للإصطفاء أو سميع عليم لقول امرأة عمران ونيتها
إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)
{إِذْ قَالَتِ} وإذ منصوب به أو بإضمار اذكر {امرأة عمران} هي امرأة عمران بن ماثان أم مريم جدة عيسى وهي حنة بنت فاقوذا {رَبِّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ} أوجبت {مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} هو حال من ما وهي
آل عمران (35 _ 37)
بمعنى الذي أي معتقاً لخدمة بيت المقدس لا يد لي عليه ولا أستخدمه وكان هذا النوع من النذر مشروعاً عندهم أو مخلصاً للعبادة يقال طين حر أي خالص {فتقبل مني} مدنى وأبو عمرو والتقبل أخذ الشئ على الرضا به {إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم}
فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)
{فلما وضعتها} الضمير لما في بطني وإنما أنّث على تأويل الحبلة أو النفس أو النسمة {قَالَتْ رَبِّ إِنّي وَضَعْتُهَا أنثى} أنثى حال من الضمير في وضعتها أي وضعت الحبلة أو النفس أو النسمة أنثى وإنما قالت هذا القول لأن التحرير لم يكن إلا للغلمان فاعتذرت عما نذرت وتحزنت إلى ربها ولتكلمها بذلك على وجه التحزن والتحسر قال الله {والله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ} تعظيماً لموضوعها أي والله أعلم بالشئ الذى وضعت وماعلق به من عزائم الأمور وضعتُ شامي وأبو بكر بمعنى ولعل لله فيه سراً
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 250