اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 215
وشرابه من التغير {ولنجعلك آية لِلنَّاسِ} فعلنا ذلك يريد إحياءه بعد الموت وحفظ ما معه وقيل الواو عطف على محذوف أي لتعتبر ولنجعلك قيل أتى قومه راكباً حماراً وقال أنا عزير فكذبوه فقال هاتوا التوراة فأخذ يقرؤها عن ظهر قلبه ولم يقرا التوراة ظاهرا أحد قبل عزير فذلك كونه آية وقيل رجع إلى منزله فرأى أولاده شيوخاً وهو شاب {وانظر إِلَى العظام} أي عظام الحمار أو عظام الموتى الذين تعجب من إحيائهم {كَيْفَ نُنشِزُهَا} نحركها ونرفع بعضها إلى بعض للتركيب ننشرها بالرا حجازي وبصري نحييها {ثمّ نكسوها} أي العظام {لحماً} جعل اللحم كاللباس مجازاً {فلمّا تبيّن له} فاعله مضمر تقديره فلما تبين له أن الله على كل شيء قدير {قال أعلم أنّ الله على كلّ شيءٍ قديرٌ} فحذف الأول لدلالة الثاني عليه كقولهم ضربني وضربت زيداً ويجوز فلما تبين له ما أشكل عليه يعني أمر إحياء الموتى قال اعلم على لفظ الأمر حمزة وعلي أي قال الله له اعلم أو هو خاطب نفسه
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)
{وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبّ أَرِنِى} بصرني {كَيْفَ تحيي الموتى} موضع كيف نصب تبحي {قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}
البقرة (260 _ 261)
وإنما قال له أو لم تؤمن وقد علم أنه أثبت الناس إيماناً ليجيب بما أجاب به لما فيه من الفائدة الجليلة للسامعين وبلى إيجابا لما بعد النفي معناه بلى آمنت ولكن لأزيد سكوناً وطمأنينة بمضامة علم الضرورة علم الاستدلال وتظاهر الأدلة أسكن للقلوب وأزيد للبصيرة فعلم الاستدلال يجوز معه التشكيك بخلاف الضروري واللام تتعلق بمحذوف تقديره ولكن سألت ذلك إرادة طمأنينة القلب {قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ الطير} طاوساً وديكاً وغراباً وحمامة
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 215