اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 177
وحسنها في أعينهم بوساوسه وحببها إليهم فلا يريدون غيرها أو الله تعالى بخلق الشهوات فيهم ولأن جميع الكائنات منه ويدل عليه قراءة من قرأ زين للذين كفروا الحيوة الدنيا {ويسخرون من الذين آمنوا} كانو يسخرون من فقراء المؤمنين كابن مسعود وعمار وصهيب ونحوهم أي لا يريدون غير الدنيا وهم يسخرون ممن لا حظ له فيها أو ممن يطلب غيرها {والذين اتقوا} عن الشرك وهم هؤلاء الفقراء {فَوْقَهُمْ يَوْمَ القيامة} لأنهم في جنة عالية وهم في نار هاوية {والله يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} بغير تقتير بعنى أنه يوسع على من أراد التوسعة عليه كما وسع على قارون وغيره وهذه التوسعة عليكم من الله لحكمة وهى استدراجكم بالنعمة ولو كانت كرامة لكان المؤمنون أحق بها منكم
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)
{كَانَ الناس أُمَّةً واحدة} متفقين على دين الإسلام من آدم إلى نوح عليهما السلام أو هم نوح ومن كان معه في السفينة فاختلفوا {فَبَعَثَ الله النبيين} ويدل على حذفه قوله تعالى لِيَحْكُمَ بَيْنَ الناس فِيمَا اختلفوا فيه وقراءة عبد الله كان الناس أمة واحدة فاختلفوا وقوله تعالى
البقرة (213 _ 214)
{وَمَا كَانَ الناس إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فاختلفوا} أو كان النا أمة واحدة كفاراً فبعث الله النبيين فاختلفوا عليهم والأول الأوجه {مُبَشّرِينَ} بالثواب للمؤمنين {وَمُنذِرِينَ} بالعقاب للكافرين وهما حالان {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الكتاب} أي مع كل واحد منهم كتابه {بالحق} بتبيان الحق {ليحكم} الله او الكتاب اوالنبى المنزل عليه {بَيْنَ الناس فِيمَا اختلفوا فِيهِ} في دين الإسلام الذي اختلفوا فيه بعد الاتفاق {وَمَا اختلف فِيهِ} في الحق {إِلاَّ الذين أُوتُوهُ} أي الكتاب المنزل لإزالة الاختلاف أي ازدادوا في الاختلاف لما أنزل
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 177