اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 172
بها في الحج ونفرتم {فاذكروا الله كذكركم آباءكم} أي فاذكروا الله ذكراً مثل ذكركم آباءكم والمعنى فأكثروا من ذكر الله وبالغوا فيه كما تفعلون فى ذكر آبائكم ومفاخرهم وأياسهم وكانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا بين المسجد بمنى وبين الجبل فيعددون فضائل آبائكم ويذكرون محاسن أيامهم {أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} أي أكثر وهو في موضع جر عطف على ما أضيف إليه الذكر في قوله كذكركم كما تفولون كذكر قريش آباءَهم أو قوم أشد منهم ذكرا وذكرا تمييز {فَمِنَ الناس مَن يَقُولُ} فمن الذين يشهدون الحج من يسأل الله حظوظ الدنيا فيقول {ربنا آتنا في الدنيا} اجعل إتياننا أي إعطاءنا في الدنيا خاصة يعني الجاه والغنى {وَمَا لَهُ فِى الآخرة مِنْ خلاق} نصيب لأن همه مقصور على الدنيا لكفره بالآخرة والمعنى أكثروا ذكر الله ودعاءه لأن الناس من بين مقل لا يطلب بذكر الله إلا أغراض الدنيا ومكثر يطلب خير الدارين فكونوا من المكثرين أي من الذين قيل فيهم
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)
{وَمِنْهُمُ} ومن الذين يشهدون الحج {مَّن يَقُولُ ربنا آتنا فِى الدنيا حَسَنَةً} نعمة وعافية أو علماً وعبادة {وَفِي الآخرة حَسَنَةً} عفواً ومغفرة أو المال والجنة أو ثناء الخلق ورضا الحق أو الإيمان والأمان أو الإخلاص والخلاص أو السنة والجنة أو القناعة والشفاعة أو المرأة الصالحة والحور العين أو العيش على سعادة والبعث من القبور على بشارة {وَقِنَا عَذَابَ النار} احفظنا من عذاب جهنم أو عذاب النار امرأة السوء
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 172