اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 152
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)
{أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة}
البقرة (175 _ 177)
يكتمان نعت محمد عليه السلام {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النار} فأي شيء أصبرهم على عمل يؤدي إلى النار وهذا استفهام معناه التوبيخ
والمضطر يباح له قدر ما يقع به القوام وتبقى معه الحياة دون ما فيه حصول الشبع لأن الإباحة للاضطرار فتقدر بقدر ما تندفع الضرورة {فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} في الأكل {أَنَّ الله غَفُورٌ} للذنوب الكبائر فأنى يؤاخذ بتناول الميتة عند الاضطرار {رَّحِيمٌ} حيث رخص ونزل في رؤساء اليهود وتغييرهم نعت النبي عليه السلام وأخذهم على ذلك الرشا
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)
{إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ الله مِنَ الكتاب} في صفة محمد عليه السلام {وَيَشْتَرُونَ به ثمنا قليلا} أى عوضا أو إذ ثمن {أولئك مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ} ملء بطونهم تقول أكل فلان في بطنه وأكل في بعض بطنه {إِلاَّ النار} لأنه إذا أكل ما يتلبس بالنار لكونها عقوبة عليه فكأنه أكل النار ومنه قولهم أكل فلان الدم إذا أكل الدية التي هي بدل منه قال ... يأكلن كل ليلة إكافاً ...
أي ثمن إكاف فسماه إكافاً لتلبسه به بكونه ثمناً له {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ القيامة} كلاما يسرهم ولكن بنحو قوله اخسؤا فيها ولا تكلمون {وَلاَ يُزَكّيهِمْ} ولا يطهرهم من دنس ذنوبهم أو لا يثني عليهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} مؤلم فحرف النفي مع الفعل خبر أولئك وأولئك مع خبره خبران والجمل الثلاث معطوفة على خبر إن فقد صار لأن أربعة أخبار من الجمل
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 152