اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 141
الإسلام {إِنَّكَ إِذَا لَّمِنَ الظالمين} لمن المرتكبين الظلم الفاحش وفى ذلك لطف للسامعين
البقرة (146 _ 150)
وتهييج للثبات على الحق وتحذير لمن يترك الدليل بعد إنارته ويتبع الهوى وقيل الخطاب في الظاهر للنبي عليه السلام والمراد أمته ولزم الوقف على الظالمين إذ لو وصل لصار
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)
{وَلِكُلٍّ} من أهل الأديان المختلفة {وِجْهَةٌ} قبلة وقرئ بها والضمير في {هُوَ} لكل وفي {مُوَلِّيهَا} للوجهة أي هو موليها وجهة فحذف أحد المفعولين أو هو لله تعالى أي الله موليها إياه هو مولاها شامي أي هو مولى تلك الجهة قد وليها والمعنى ولكل أمة قبلة يتوجه إليها منكم ومن غيركم {فَاسْتَبِقُوا} أنتم {الخَيْرَاتِ} فاستبقوا إليها غيركم من
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)
{الذين آتيناهم الكتاب} صفة للظالمين وهو مبتدأ والخبر {يَعْرِفُونَهُ} أي محمداً عليه السلام أو القرآن أو تحويل القبلة والأول أظهر لقوله {كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} قال عبد الله بن سلام أنا اعلم به منى يا بنى فقال له عمر ولم قال لأني لست أشك في محمد أنه نبي فأما ولدي فلعل والدته خانت فقبل عمر رأسه {وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ} أي الذين لم يسلموا {لَيَكْتُمُونَ الحق} حسدا وعنادا {وهم يعلمون} أن الله تعالى بينه في كتابهم
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)
{الحق} مبتدأ خبره {مِن رَبَِكَ} واللام للجنس أي الحق من الله لا من غيره يعني أن الحق ما ثبت أنه من الله كالذي أنت عليه وما لم يثبت أنه من الله كالذي عليه أهل الكتاب فهو الباطل أو للعهد والإشارة إلى الحق الذى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو خبر مبتدأ محذوف أي هو الحق ومن ربك خير بعد خبر أو حال {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين} الشاكين في أنه من ربك
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 141