اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 130
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
{ربنا واجعلنا مسلمين لك} مخلصين لك أو جهنا من قوله أسلم وجهه لله أو مستسلمين يقال أسلم له واستسلم إذا خضع وأذعن والمعنى زدنا إخلاصاً وإذعاناً لك {وَمِن ذُرّيَّتِنَا} واجعل من ذريتنا {أُمَّةً مُّسْلِمَةً لك} ومن للتبعيض أو للنبيين وقيل أراد بالأمة أمة محمد عليه السلام وإنما خصا بالدعاء ذريتهما لأنهم أولى بالشفقة كقوله تعالى {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} منقول من رأى بمعنى أبصر أو عرف ولذا لم يتجاوز مفعولين أي وبصرنا متعبداتنا في الحج أو عرفناها وواحد المناسك منسك بفتح السين وكسرها وهو المتعبد ولهذا قيل للعابد ناسك وأرنا مكي قاسه على فخذ فى فخذ وأبو عمر ويشم الكسرة {وَتُبْ عَلَيْنَا} ما فرط منا من التقصير
البقرة (128 _ 132)
أو استتاباً لذريتهما {إِنَّكَ أَنتَ التواب الرحيم}
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
{رَبَّنَا وابعث فِيهِمْ} في الأمة المسلمة {رَسُولاً مِّنْهُمْ} من أنفسهم فبعث الله فيهم محمداً عليه السلام قال عليه السلام أنا دعوة ابى إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا امى {يتلو عَلَيْهِمْ آياتك} يقرأ عليهم ويبلغهم ما توحي إليه من دلائل وحدانيتك
{وإسماعيل} هو عطف على إبراهيم وكان إبراهيم يبنى واسمعيل يناوله الحجارة {رَبَّنَا} أي يقولان ربنا وهذا الفعل في محل النصب على الحال وقد أظهره عبد الله فى قراءته ومعناه برفعانها قائلين ربنا {تَقَبَّلْ مِنَّا} تقربنا إليك ببناء هذا البيت {إِنَّكَ أَنتَ السميع} لدعائنا {العليم} بضمائرنا ونياتنا وفي إبهام القواعد وتبيينها بعد الإبهام تفخيم لشأن المبين
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 130