اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 129
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
{وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِ اجعل هذا} أي اجعل هذا اليلد أو هذا المكان {بَلَدًا آمِنًا} ذا أمن كعيشة راضية أو آمناً من فيه كقولك ليل نائم فهذا مفعول أول وبلدا مفعول ثان وآمنا صفة له {وارزق أَهْلَهُ مِنَ الثمرات} لأنه لم يكن لهم ثمرة ثم أبدل من آمن منهم بالله واليوم الآخر من أهل بدل البعض من الكل أي وارزق المؤمنين من أهله خاصة قاس الرزق على الإمامة فخص المؤمنين به قال الله تعالى جواباً له {قال وَمَن كَفَرَ} أي وارزق من كفر {فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً} تمتيعاً قليلاً أو زماناً قليلاً إلى حين أجله فأمتعه شامي {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} ألجئه {إلى عَذَابِ النار وَبِئْسَ المصير} المرجع الذي يصير إليه النار فالمخصوص بالذم محذوف
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
{وَإِذْ يَرْفَعُ} حكاية حال ماضية {إبراهيم القواعد} هي جمع قاعدة وهي الأساس والأصل لما فوقه وهي صفة غالبة ومعناها الثابتة ورفع الأساس البناء عليها لأنها إذا بنى عليها نقلت عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع وتطاولت بعد التقاصر {مِنَ البيت} بيت الله وهو الكعبة
أثر قدميه وقيل الحرم كله مقام إبراهيم واتخذوا شامي ونافع بلفظ الماضي عطفاً على جعلنا أى واتخد الناس من مكان إبراهيم الذي وسم به لاهتمامه به وإسكان ذريته عنده قبلة يصلون إليها {وَعَهِدْنَا إلى إبراهيم وإسماعيل} أمرناهما {أَن طَهّرَا بَيْتِىَ} بفتح الياء مدني وحفص أي بأن طهرا أو أي طهرا والمعنى طهراه من الأوثان والخبائث والأنجاس كلها
البقرة (125 _ 128)
{للطائفين} للدائرين حوله {والعاكفين} المجورين الذين عكفوا عنده أي أقاموا لا يبرحون أو المعتكفين وقيل للطائفين للنزّاع إليه من البلاد والعاكفين والمقيمين من أهل مكة {والركع السجود} والمصلين جمعاً راكع وساجد
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 129