اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 123
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)
{وَقَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا} يريد الذين قالوا المسيح ابن الله وعزير ابن الله قالوا شامي فإثبات الواو باعتبار أنه قصة معطوفة على ما قبلها وحذفه باعتبار أنه استئناف قصة أخرى {سبحانه} تنزيه له عن ذلك وتبعيد {بَل لَّهُ مَا فِي السماوات والأرض} أي هو خالقه ومالكه ومن جملته المسيح وعزير والولادة تنافي الملك {كُلٌّ لَّهُ قانتون} منقادون
البقرة (117 _ 119)
لا يمتنع شيء منهم على تكوينه وتقديره والتنوين في كل عوض عن المضاف إليه أى كل مافى
مشرك وقيل معناه النهي عن تمكينهم من الدخول والتخلية بينهم وبينه كقوله تعالى {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله} {لَهُمْ فِى الدنيا خِزْىٌ} قتل وسبي للحربي وذلة بضرب الجزية للذمي {وَلَهُمْ فِى الأخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي النار
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)
{وَلِلَّهِ المشرق والمغرب} أي بلاد المشرق والمغرب كلها له وهو مالكها ومتوليها {فَأَيْنَمَا} شرط {تَوَلُّوْاْ} مجزوم به أي ففي أي مكان فعلتم التولية يعني تولية وجوهكم شطر القبلة بدليل قوله تعالى فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره والجواب {فَثَمَّ وَجْهُ الله} أي جهته التي أمر بها ورضيها والمعنى أنكم إذا منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام أو في بيت المقدس فقد جعلت لكم الأرض مسجداً فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها وافعلوا التولية فيها فإن التولية ممكنة في كل مكان {إِنَّ الله واسع عَلِيمٌ} أي وهو واسع الرحمة يريد التوسعة على عباده وهو عليم بمصالحهم وعن ابن عمر رضى الله عنهما نزلت في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت وقيل عميت القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذرواهو حجة على الشافعى رحمه الله فيما إذا استدبر وقيل فأينما تولوا للدعاء والذكر
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 123