اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 107
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتاب} بفداء الأسرى {وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} بالقتال والإجلاء قال السدى أخذ الله عليهم أربعة عهود ترك القتل وترك الإخراج وترك المظاهرة وفداء الأسير فأعرضوا عن كل ما أمروا به
البقرة (85 _ 88)
إلا الفداء {فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذلك} هو إشارة إلى الإيمان ببعض والكفر ببعض {مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ} فضيحة وهوان {فِي الحياة الدنيا وَيَوْمَ القيامة يُرَدُّونَ إلى أَشَدِّ العذاب} وهو الذي لا روح فيه ولا فرح أو إلى أشد من عذاب الدنيا {وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالياء مكي ونافع وأبو بكر
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)
{أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة} اختاروها على الآخرة اختيار المشتري {فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} ولا ينصرهم أحد بالدفع عنهم
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)
{ولقد آتينا موسى الكتاب} التوراة أتاه جملة {وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بالرسل} يقال قفاه إذا اتبعه من القفا نحو ذنبه من الذنب وقفاه به إذا أتبعه إياه يعني وأرسلنا على أثره الكثير من الرسل وهم يوشع واشمويل وشمعون وداود وسليمان وشعياء وأرمياء وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم {وآتينا عيسى ابن مريم البينات} هي بمعنى الخادم ووزن مريم عند النحويين مفعل لأن فعيلاً لم يثبت في الأبنية البينات المعجزات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص والإخبار بالمغيبات {وأيدناه بِرُوحِ القدس} أي الطهارة وبالسكون حيث كان مكي أي بالروح المقدسة كما
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 107