اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 103
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)
{وَمِنْهُمُ} ومن اليهود {أُمِّيُّونَ} لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها {لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب} التوراة {إلا أماني} الاماهم عليه من أمانيهم وأن الله يعفوا عنهم ويرحمهم ولا تمسهم النار إلا أياماً معدودة أو إلا أكاذيب مختلفة سمعوها من علمائهم فتقبلوها على التقليد ومنه قول عثمان رضى الله عنه ما تمنيت منذ أسلمت أو إلا ما يقرءون من قوله ... تمنى كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لا في حمام المقادر ...
المخلصين من أصحاب محمد عليه السلام {قَالُواْ} أي المنافقون {آمنَا} بأنكم على الحق وأن محمداً هو الرسول المبشر به {وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ} الذين لم ينافقوا {إلى بَعْضِ} إلى الذين نافقوا {قَالُواْ} عاتبين عليهم {أَتُحَدِّثُونَهُم} أتخبرون أصحاب محمد عليه السلام {بِمَا فَتَحَ الله عَلَيْكُمْ} بما بين الله لكم في التوراة من صفة محمد عليه السلام {لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ} ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه جعلوا محاجتهم به وقولهم هو في كتابكم هكذا محاجة عند الله ألا تراك تقول هو في كتاب الله تعالى هكذا وهو عند الله هكذا بمعنى واحد وقيل هذا على إضمار المضاف أي عند كتاب ربكم وقيل ليجادلوكم ويخاصموكم به بما قلتم لهم عند ربكم في الآخرة يقولون كفرتم بعد أن وقفتم على صدقه {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} أن هذه حجة عليكم حيث تعترفون به ثم لا تتابعونه
أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)
{أو لا يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ} جميع {مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ومن ذلك إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 103