اسم الکتاب : تفسير النيسابوري = غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : النيسابوري، نظام الدين القمي الجزء : 6 صفحة : 462
الوقوف
لِلْمُطَفِّفِينَ هـ لا يَسْتَوْفُونَ هـ للفصل بين تناقض الحالين ولكن يلزم تفريق الوصفين مع اتفاق الجملتين يُخْسِرُونَ هـ للاستفهام عَظِيمٍ هـ لا لأن التقدير لأمر يوم عظيم في يوم كذا وهو بدل بني على الفتح للإضافة إلى الجملة لِرَبِّ الْعالَمِينَ هـ ط لأن «كلا» لتحقيق أنّ بمعنى «ألا» التي للتنبيه أو حقا أو هو ردع عن التطفيف وكذا أخواتها في السورة سِجِّينٍ هـ ط ما سِجِّينٌ هـ ط للحذف أي هو كتاب مَرْقُومٌ هـ ط لأن وَيْلٌ مبتدأ لِلْمُكَذِّبِينَ هـ لا الدِّينِ هـ ط للابتداء بالنفي أَثِيمٍ هـ لأن الشرطية بعده صفة أخرى له الْأَوَّلِينَ هـ والوقف لما ذكر يَكْسِبُونَ هـ لَمَحْجُوبُونَ هـ لأن «ثم» لترتيب الأخبار الْجَحِيمِ هـ ك لاختلاف الجملتين تُكَذِّبُونَ هـ ك عِلِّيِّينَ هـ ك عِلِّيُّونَ هـ ك مَرْقُومٌ هـ لا لأن ما بعده صفة الْمُقَرَّبُونَ هـ ط نَعِيمٍ هـ لا لأن ما بعده حال أو صفة يَنْظُرُونَ هـ لا لذلك النَّعِيمِ هـ ج لأن ما بعده يصلح مستأنفا أو حالا مَخْتُومٍ هـ لا لأن ما بعده وصف مِسْكٌ ط الْمُتَنافِسُونَ هـ ط تَسْنِيمٍ هـ لا بناء على أن عَيْناً حال كما قال الزجاج. فإن أريد النصب على المدح جاز الوقف الْمُقَرَّبُونَ هـ ط يَضْحَكُونَ هـ ط للآية ولكن إتمام الكلام أولى يَتَغامَزُونَ
هـ ك لذلك فَكِهِينَ هـ ك لَضالُّونَ هـ لا لأن المنفية حال حافِظِينَ هـ ط لتبدل الكلام معنى يَضْحَكُونَ هـ لا يَنْظُرُونَ هـ ط يَفْعَلُونَ هـ.
التفسير:
إنه سبحانه لما ذكر في السورة المتقدمة بعض أشراط الساعة وأخبر عن طرف من أحوالها وأهوالها صدّر هذه السورة بالنعي على قوم آثروا الحياة الزائلة على الحياة الباقية، وتهالكوا في الحرص على استيفاء أسبابها حتى اتسموا بأخس السمات وهي التطفيف. والتركيب يدل على التقليل وطف الشيء جانبه وحرفه، وطف الوادي والإناء إذا بلغ الشيء الذي فيه حرفه ولم يمتلئ. وقال الزجاج: إنما قيل للذي ينقص المكيال والميزان مطفف لأنه لا يكون الذي يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء اليسير الطفيف.
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكانوا من أخبث الناس كيلا فنزلت فأحسنوا الكيل.
قلت: إن كانت السورة مدنية فظاهر، وإن كانت مكية فلعل النبي حين قدم المدينة قرأها عليهم. وهكذا الوجه فيما
روي أن أهل المدينة كانوا تجارا يطففون وكانت بياعاتهم المنابذة والملامسة والمخاطرة يعني بيع الغرر كالطير في الهواء فنزلت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليهم فقال «خمس بخمس. قيل: يا رسول الله وما خمس بخمس؟ قال: ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوّهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا
اسم الکتاب : تفسير النيسابوري = غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : النيسابوري، نظام الدين القمي الجزء : 6 صفحة : 462