اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 449
إحدى [1] وعشرين يومًا [2]، وعن ابن جريج: تسعة أيام [3]، وهذا يقتضي أن يكون نزولها بالمدينة بعد الرجوع عن حجة الوداع، يقال: وفيت حقك ووفيت حقك إليك ما كسبت جزاء ما كسبت من عمل، وقيل: ما كسبت من جزاء بعملها.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} التداين المداينة، وإنما أكَّد بدين لئلاَّ يوهم المجازاة، وقيل: للتأكيد كما تقول: تكلَّمت بكلام وإنما قال: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} ليعلم أن الدين إنما يكون مؤجلًا وأن جهالة [4] الأجل في البيوع نسيئة (تفسدها) وإنما هو لفظ وتسمية لا شيء غيرها، قال ابن عباس: أشهد أن الله تعالى أباح السلم المضمون إلى أجل معلوم وأنزل فيه الحول آية من كتابه [5].
{فَاكْتُبُوهُ} ليكون الصك وثيقة للحق وهو على الندب، ولهذا أبدل [6] الرهن منه وجوَّز الائتمان بعدهما كانت بالعدل لا ينقص من حق الدائن ولا يزيد على المديون، فلذلك استحبَّ تعديل الشروط.
{وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ} نهى عن الندب والاستحباب يدلُّ على أن الكاتب يحبُّ أن يكون عالمًا بالشروط، وقيل: شكرًا لما علمه الله {وَلْيُمْلِلِ} أي فيملي [7] كما يقال: تطننت وتطلينت [8] و (الإملاء) إلقاء الكلمة على الكاتب، وأصلهُ من الإمهال لأنه يلقى فيميل ليكتب {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} ليكون [1] في "ب": (إحدى). [2] هذا قول ابن عمر كما في القرطبي (3/ 375). [3] هذا قول سعيد بن جبير كما في ابن أبي حاتم (2944)، وعن ابن جريج كما في زاد المسير (1/ 335)، والقرطبي (3/ 375) وهو عند الطبري (5/ 67). [4] في الأصل: (جهالات). [5] الطبري (5/ 71)، وابن أبي حاتم (2948). [6] في الأصل "ب": (البدل). [7] في "ب": (ليملي). [8] في الأصل: (تطليت).
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 449