responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 100
بدليل أنَّ عليًا - كرَّم الله وجهه [1] - سمَّى أهل الشام مؤمنين في كتاب القضية [2]، مع إنكارهم حقَّه وكفرانهم بعض نِعَمِ الله تعالى.
و {سَوَاءٌ} مصدرٌ أقيم مقام الصفة [3]، أي: يستوي عندهم إنذارُك إياهم وتركُكَ إنذارَهُم، كقوله: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [4]، وقوله: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} [5]. والإنذار: إعلامٌ فيه تخويف [6]، ويتعدى إلى مفعولين {لَا يُؤْمِنُونَ} [البتة إن أجرينا على الثلاثة، هان أجرينا على السبعة] [7] لا يؤمنون في الحال؛ لأن بعضهم آمن من بعد، {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} طبع الله على قلوبهم.
والختم والطبع: الاستيثاق من المختوم حتى لا يخرج منه شيء ولا يدخله شيء، من ذلك ختم الصُّرَّة والكتاب [8].

[1] الأصل أن يقول: (رضي الله عنه) إذ ليس هناك لفظة خاصة لبعض الصحابة دون بعض، مع وجود قاسم مشترك في نفس الصفة، إلا أن الروافض يحبُّون تمييز آل البيت ب (عليه السلام) و (كرَّم الله وجهه)، وخصُّوا علي بن أبي طالب ب (كرَّم الله وجهه) على أنه لم يسجد لصنم، ومثل هذه الدعوى مرفوضة بحجة أن هناك جمعًا من الصحابة لم يسجدوا لصنم ولم يلقَّبوا بهذا اللقب.
[2] الذي ورد عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه سأل عن سب أهل الشام أو لعنهم فرفض ذلك، وقد وردت عنه روايات في مدح أهل الشام عمومًا. [انظر فضائل الشام للربعي ص 42].
[3] وهو الذي ذهب إليه الزمخشري في تفسيره بأن {سَوَاءٌ} اسم بمعنى الاستواء وصف به كما يوصف بالمصادر، وارتفاعه على أنه خبر لـ"إن"، وجملة {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} في موضع المرتفع به على الفاعلية. والتقدير: إن الذين كفروا مستوٍ عليهم إنذارك وعدمه. اهـ. وذهب بعضهم إلى أنه اسم غير صفة، فالأصل فيه أنه لا يعمل، ويكون {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} في موضع الابتداء، و {سَوَاءٌ} خبرًا مقدمًا، ويكون التقدير: إنذارك وعدمه سواءٌ عليهم، والجملة خبر "إنَّ" [الكشاف (1/ 151)؛ الدر المصون (1/ 105)].
[4] الشُعراء: 136.
[5] إبراهيم: 21.
[6] الإنذار: الإبلاغ، ولا يكون إلا في التخويف. والاسم: النُّذُر، ومنه قوله تعالى:
{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)} أي: إنذاري. ففعيل بمعنى مفعل. [اللسان "نذر" (14/ 101)؛ تفسير القرآن الكريم لشيخنا العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - (1/ 36)].
[7] ما بين [...] سقطت من "ب".
[8] وحاصل الختم هنا أنه لمَّا شَبَّهَ عدم نفوذ الحق في قلوبهم وعدم سماعهم بالختم عليها =
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست