اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 745
وزجرهم [1] عن الإقامة في دار الحرب، ثمّ نسخت بقوله: {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ} [الأنفال:75] [2].
ويحتمل أن تكون هذه الآية في الذين ليس لهم ذوو أرحام [3] من المؤمنين، فلا تكون منسوخة.
73 - وفي قوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا،} الآية دليل أنّ الكفر كلّه ملّة واحدة [4].
{تَفْعَلُوهُ:} يعني النّصر الواجب المأمور به [5].
74 - وحكم الموالاة وقطعها أبهم الله تعالى حكم المقيمين في دار الحرب بتخصيص المهاجرين وحكم الممتنعين عن النّصرة بتخصيص الأنصار، لترغيبهم [6] بذلك في الهجرة والنّصرة.
75 - {وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ:} ألحق الله [7] المهاجرين الآخرين بالمهاجرين [8] الأوّلين.
فمن المهاجرين الآخرين عبّاس وابنا أخيه عقيل بن عبد المطّلب [9] ونوفل بن الحارث.
وقد روي عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لعبّاس: ختم الله بك الهجرة كما ختم بي النّبوّة [10]، فقوله:
(لا هجرة بعد الفتح) [11] على فتح [12] بدر على هذه الرّواية. ويحتمل أنّ هجرة بني هاشم ختمت بفتح بدر وهجرة سائر النّاس ختمت بفتح مكّة.
وكما ألحق المهاجرين الآخرين بالأوّلين جعل أولي [13] الأرحام أولى بالميراث والموالاة من أصحاب العقود [14] والمؤاخاة بعد ارتفاع الهجرة المندوب [15] إليها، والله أعلم. [1] في ب: زجره. [2] ينظر: تفسير القرآن 2/ 262، والناسخ والمنسوخ للنحاس 474 - 475، ونواسخ القرآن 170 - 171. [3] في ك وع: ذو الأرحام، بدل (ذوو أرحام). [4] ينظر: التفسير الكبير 15/ 211. [5] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 419، وتفسير الطبري 10/ 73، ومعاني القرآن الكريم 3/ 174. [6] في ك: ترغيبهم، وفي ع: عنهم، وفي ب: الأنصارية عنهم، بدل (الأنصار ترغيبهم). [7] ليس في ع. [8] ساقطة من ب، وبعدها: (فمن) ساقطة منها أيضا. وينظر: الكشاف 2/ 240. [9] كذا في نسخ التحقيق، والصواب أنه عقيل بن أبي طالب. [10] ينظر: مسند أبي يعلى 5/ 55، والمعجم الكبير 6/ 154، ومجمع الزوائد 9/ 268 - 269. [11] صحيح البخاري 3/ 1025، ومسلم 3/ 1488، وسنن الترمذي 4/ 148. [12] في ب: ختم، وهو خطأ. [13] ساقطة من ب. [14] في الأصل وع: القعود، وفي ب: القود. [15] في ع: والمندوب، والواو مقحمة.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 745