اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 735
وليس في الآية ما يدلّ على أنّ ذوي القربى سوى القائمين؛ لأنّ الخطاب متوجّه إليهم كما في [1] قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة:180]، وفي قوله: {قُلْ [2]} ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، وقوله: {وَاُعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى} [النّساء:36]، لكنّ الدّلالة قد قامت على أنّهم فقراء بني هاشم، كان صلّى الله عليه وسلّم يعطيهم من الخمس مقدار الحاجة يقول لهم: أليس في خمس الفيء ما يغنيكم عن غسالة أيدي النّاس [3].
ثمّ عندنا استحقاقه بالفقر بعد موت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعند الشّافعيّ بمجرّد القرابة [4]. واستحقاق اليتامى بالفقر بالإجماع، والمساكين عامّ في الهاشميّين وغيرهم، وكذلك ابن السّبيل.
وفائدة تخصيص ذوي القربى التّنبيه على أنّهم في هذا المال [5] بخلاف ما هم في الزكوات [6] والصّدقات، أو تشريفهم على غيرهم [7] كما في قوله: {وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب:[7]]، وقوله: {وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ} [البقرة:98] [8].
وتخصيص اليتامى أن لا يوكلوا إلى [9] أقاربهم الأغنياء لحقّ الحضانة، أو التّنبيه على تفقد المحتاجين.
42 - {إِذْ أَنْتُمْ:} بدل عن قوله: {يَوْمَ اِلْتَقَى،} وذلك بدل عن قوله: {يَوْمَ الْفُرْقانِ} [10].
{بِالْعُدْوَةِ:} جانب الوادي [11]، قال النّابغة [12]: [من البسيط]
في عدوتين أقام القوم بينهما … والقوم من [13] بين محروم ومحتوم
{الدُّنْيا:} تأنيث الأدنى، و {الْقُصْوى:} تأنيث الأقصى، أي: الأبعد [14]. [1] ساقطة من ب. [2] ليس في ع. [3] ينظر: تفسير الطبري 10/ 8 - 9، والقرطبي 8/ 10 - 12. [4] ينظر: تفسير البغوي 2/ 250، والكشاف 2/ 221، وزاد المسير 3/ 245. [5] في ع: المحال، وفي ب: المثال، والحاء والثاء مقحمتان. [6] في ع: الزكاة. [7] في ع: تشريفا على قولهم، بدل (تشريفهم على غيرهم). [8] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 416، والبحر المحيط 4/ 493. [9] ساقطة من ب. [10] في الآية السابقة. وينظر: التبيان في إعراب القرآن 2/ 624، والمجيد 374 (تحقيق: د. إبراهيم الدليمي). [11] ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 411، وغريب القرآن وتفسيره 158، وتفسير غريب القرآن 179. [12] لم أقف عليه في ديوانه. [13] ساقطة من ع، وفي ك: ما. [14] ينظر: الكشاف 2/ 223، والتفسير الكبير 15/ 167، وتفسير القرطبي 8/ 21.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 735