اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 72
أمن ريحانة الدّاعي السّميع … يؤرّقني وأصحابي هجوع» [1].
وفي قوله تعالى: {وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة:265] ذكر أنّ (التّفعيل) قد يأتي بمعنى (التّفعّل) فقال: {وَتَثْبِيتاً:} تثبّتا، والتّفعيل يجوز مكان التّفعّل عند زوال الاشتباه، قال الله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} [المزّمّل:8]» [2].
وفي حديثه عن قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً} [آل عمران:37] بيّن بوضوح تعاقب الصّيغ الصرفية، ولم يكتف بما جاء منها في الآية بل استدلّ بغيرها أيضا فذكر أنّه قال: {بِقَبُولٍ:} ولم يقل: بتقبّل؛ لأنّهما بمعنى، وكذلك لم يقل: إنباتا؛ لأنّ في النّبات معنى الإنبات، كقوله: {أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً} [البقرة:100]، ولم يقل:
معاهدة، وقوله: {مَتاعاً} [البقرة:236] في آية المتعة، ولم يقل: تمتّعا، وقوله: {إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} [البقرة:282]، ولم يقل: بتداين» [3].
وفي قوله تعالى: {رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً} [آل عمران:191] قال: «وقيل: الباطل ههنا بمعنى المبطل، أي: ما كنت مبطلا في فعلك» [4].
4 - جموع التكسير للقلة والكثرة:
دراسة جموع التّكسير مهمّة صرفيّا؛ لأنّها توصل إلى معرفة أصول الأسماء مثلها مثل التّصغير يردّ الأشياء إلى أصولها [5]، لذلك قال صاحب الكتاب [6]: «فالتّصغير والجمع من واد واحد».
وجموع التّكسير نوعان: أحدهما: جموع القلّة، والآخر: جموع الكثرة. وجمع القلّة يدلّ حقيقة على ثلاثة فما فوقها إلى العشرة، وجمع الكثرة يدلّ على ما فوق العشرة إلى غير نهاية. وأبنية جموع القلّة أربعة يجمعها قول ابن مالك ([7]):
«أفعلة أفعل ثمّ فعله … ثمّت أفعال جموع قلّه»
وأبنية جموع الكثرة ثلاثة وعشرون بناء. [1] درج الدرر 139. [2] درج الدرر 274. [3] درج الدرر 307. [4] درج الدرر 374. [5] ينظر: ألفاظ الأصوات في اللغة العربية 104. [6] الكتاب 3/ 417. [7] شرح ابن عقيل 4/ 114.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 72