اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 69
المبحث الثاني
من الظواهر الصرفية
1 - الإبدال:
هو إقامة حرف مكان حرف مع الإبقاء على سائر أحرف الكلمة [1]. وذهب بعضهم إلى أنّ من سنن العرب إبدال الحروف وإقامة بعضها مقام بعض وأنّه «كثير مشهور قد ألّف فيه العلماء» [2]. والإبدال «قد يكون لغة من اللغات، وقد يكون إبدالا قياسيّا في عامّة لغات العرب» [3]. وحروف الإبدال «اثنا عشر حرفا يجمعها قولك: طال يوم أنجدته» [4].
ومن أمثلة الإبدال التي ذكرها المؤلّف في كتابه ما جاء في أثناء كلامه على قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِيها} [البقرة:72] إذ قال: {فَادّارَأْتُمْ:} تدافعتم. صيّرت التاء دالا وأدغمت في الدال، فصارت المدغمة ساكنة، فابتدئ بها بهمزة الوصل، نظيره: {اِثّاقَلْتُمْ} [التوبة:38] و {تَسائَلُونَ} [5] [النّساء:[1]]» [6].
وفي قوله تعالى: {قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ} [البقرة:111] ذكر أنّ «(هات): أداة للسّؤال كما أنّ هاء وهاك أداة للإعطاء»، ثمّ بيّن أنّ أصل هذه الأداة فعل، وأنّ هاءها مبدلة من همزة، فقال: «والأصل فيه فعل، أي: آت، فقلبت الهمزة هاء كما في هراق، ثمّ جعل من حيّز الحروف فمنع الصّرف إلا على جهة الأمر» [7].
وبعد أن بيّن معنى (الاصطفاء) في قوله تعالى: {وَلَقَدِ اِصْطَفَيْناهُ} [البقرة:130]، قال:
«وهو على وزن الافتعال، وإنّما جعلت التّاء فيه طاء لموافقتها الصّاد في الإطباق» [8]. فبيّن سبب الإبدال وهو موافقة الطّاء الصّاد.
وفي قوله تعالى: {قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا} [البقرة:170] قال: [1] ينظر: شرح شافية ابن الحاجب 3/ 197. [2] الصاحبي 333. [3] دراسات في اللغة والنحو 58. [4] المزهر 1/ 366. [5] بتشديد السين. [6] درج الدرر 85. [7] درج الدرر 134. [8] درج الدرر 154.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 69