اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 64
من الملّة وهي الرّمل المحمّى، وقيل: من قولك: تملّيت الثّوب، إذا لبستها ملاوة من الدّهر» [1].
وفي قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ} [البقرة:185] بيّن معنى (الشّهر)، ثم تحدّث عن جمعه واشتقاقه، فقال: «وجمعه: أشهر وشهور. مشتقّ من الشّهرة» [2]. ثمّ بيّن معنى (السّفر) واشتقاقه عند كلامه على قوله تعالى في الآية نفسها: {وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ،} فقال: «واسم (السّفر) في اللّغة يشمل أيّ خروج من الوطن ولو مدّة ساعة، إذ اشتقاقه من سفارة السّفير، أو الإسفار وهو الظّهور» [3].
وفي قوله تعالى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ} [المائدة:112] بيّن معنى (المائدة) واشتقاقها، فقال: «و (المائدة): الخوان حالة كون الطّعام عليه، مشتقّ من الميد، وهو العطاء والنّفع والعون، تقول: مادني ويميدني» [4].
2 - الترادف
وهو ما اختلف لفظه واتّفق معناه. وحدّه الشريف الجرجاني بقوله: «والمترادف ما كان معناه واحدا وأسماؤه كثيرة» [5]. فهو «دلالة عدّة كلمات مختلفة ومنفردة على المسمّى الواحد أو المعنى الواحد دلالة واحدة» [6].
وقد وردت في الكتاب أمثلة كثيرة على التّرادف بالمعنى الذي أشرنا إليه، وذلك من خلال تفسير المؤلّف الألفاظ بما يرادفها، ولكنّه لم يستعمل مصطلح الترادف في ما ذكره. ومن ذلك:
في قوله تعالى: {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة:60] ذكر خمسة أمثلة على التّرادف فقال: «وعثي يعثى وعاث يعيث: أفسد. وجمع اللفظين في معنى واحد نهاية في البلاغة، كقوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ،} الآية [الحج:30]، وقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس:38]، وقوله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ} [الزخرف:80]، وقال ذو الرّمّة:
لمياء في شفتيها حوّة لعس … وفي اللّثات وفي أنيابها شنب» [7]. [1] درج الدرر 142. [2] درج الدرر 196. [3] درج الدرر 197. [4] درج الدرر 515. [5] التعريفات 253. [6] الترادف في اللغة 32. [7] درج الدرر 70.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 64