اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 519
مثله، عن أبي ظبيان أنّ أسامة بن زيد قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سريّة إلى حرقات [1] من جهينة، فأتيت على رجل فذهبت لأطعنه فقال: لا إله إلاّ الله، فطعنته وقتلته، فجئت إلى [2] النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته وقال: قتلته وقد شهد أن لا إله إلاّ الله؟ قلت: يا رسول الله قالها تعوّذا، قال: ألا شققت عن قلبه.
وعن خالد بن الوليد أنّه سار في قوم [3] من جذيمة يقولون: صبأنا صبأنا، أي: أسلمنا [4]، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، فقال صلّى الله عليه وسلّم: اللهمّ إنّي أبرأ إليك من [5] صنع خالد.
وإنّما قال: (إذا ضربتم)؛ لأنّ هذه الواقعة تقع للمسافرين في الغالب [6].
{عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا:} ما يعرض من المال في الحياة الدنيا، وجمعه: أعراض، أي: إنّما تبادرونهم بالقتل لتغنموا أموالهم [7].
{فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ:} صرف لهممهم عن مال المقتول إلى ما عند الله [8].
{كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ:} مشركين قبل [9] إسلامكم، أو مسلمين بين الكفّار [10].
{فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ:} أنعم الله [11] عليكم بصرفكم عن تلك الحالة إلى هذه الحالة.
95 - {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ:} نزلت في تفضيل المجاهدين على القاعدين [12].
وفيها دليل بأنّ الجهاد فرض على الكفاية؛ لأنّه وعد القاعد بالحسنى [13].
عن قتادة قال: أملى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على زيد بن ثابت: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ} [1] في ك وع: حرفات، وفي مصادر التخريج: الحرقات، ينظر: الديات 10 - 11، والسنن الكبرى للنسائي 5/ 176، وتاريخ مدينة دمشق 14/ 366، والحرقات من جهينة هم بنو جهيش بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة، ينظر: فتح الباري 7/ 517. [2] ساقطة من ب. [3] في ع: يوم. [4] في ك: سلمنا، وبعدها في النسخ الأربع: سيره أسامة، بدل (فجعل خالد يقتل منهم ويأسر)، وما أثبته من صحيح البخاري 5/ 107، وينظر: سنن النسائي 8/ 237، وصحيح ابن حبان 11/ 54. [5] ساقطة من ب. [6] ينظر: تفسير البغوي 1/ 466، ومجمع البيان 3/ 164. [7] ينظر: زاد المسير 2/ 175، وتفسير القرطبي 5/ 339 - 340. [8] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 394، ومجمع البيان 3/ 164، وتفسير القرطبي 5/ 340. [9] النسخ الثلاث: مشركا في، بدل (مشركين قبل). وهو قول مسروق وقتادة وابن زيد، ينظر: زاد المسير 2/ 176. [10] وهو قول سعيد بن جبير، ينظر: تفسير القرآن 1/ 170، وتفسير الطبري 5/ 306، وتفسير القرآن العظيم 1/ 552. [11] ليس في ك. [12] ينظر: التفسير الكبير 11/ 6. [13] ينظر: تفسير البغوي 1/ 469، والتفسير الكبير 11/ 9، وتحفة الأحوذي 5/ 256.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 519