responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 133
وسبق العهد إليه بغير واسطة حيث قال: {وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ} [طه:115]، وأنّ زلّته لم تقدح في نبوّته كما لم يقدح في نبوّة نوح سؤاله عمّا ليس له به علم، وفي نبوّة موسى سؤاله الرؤية، وفي نبوّة داود ما خطر بقلبه وفتن، وفي نبوّة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم إذن القاعدين عن الجهاد، فعفا الله عنها. وإذا ثبتت نبوّته إليهم كانت أعظم دليل على فضله على الملائكة.
{قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ:} أي: قلت لكم، كقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى} [الأعراف:172] [1]، فإن قيل: ثم متى قال [2] لهم: {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} قلنا: هذا الإطناب في إيجاز قوله: {إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ} [3] [البقرة:30].
{غَيْبَ السَّماواتِ:} مكنوناتها [4].
{ما تُبْدُونَ:} تظهرون [5].
{وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ:} تخفون وتسرّون [6].
وإنّما لم يقل: (ما كنتم تبدون)، وقال [7]: (ما كنتم تكتمون)؛ لأنّه أراد إبداءهم العجز في الحال وكتمانهم من قبل كراهة الخليفة وحبّ [8] المكث في الدّنيا ([8] ظ) على وجه الأرض، وقيل [9]: أراد به كتمان إبليس من قبل عزم العصيان والطّغيان والإنكار على ربّه، وقد يسند فعل الواحد إلى الجماعة مجازا، كقوله: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ} [يوسف:70].

34 - {وَإِذْ قُلْنا:} واو الاستئناف، أو لعطف [10] قصّة على قصّة.
و (إذ): صلة على قول أبي [11] عبيدة، وظرف على قول غيره [12].

[1] ينظر: البحر المحيط 1/ 299.
[2] في ع: قيل.
[3] (قلنا: هذا. . . ما لا تعلمون) ليس في ب.
[4] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 1/ 145.
[5] تفسير الطبري 1/ 318.
[6] ينظر: الوجيز 1/ 100.
[7] في ك: فقال.
[8] في الأصل وك: حب، والواو ساقطة.
[9] ينظر: تفسير الطبري 318 - 320، وتفسير القرآن الكريم 1/ 319، والتفسير الكبير 2/ 210.
[10] في ع: العطف. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 112، والتبيان في إعراب القرآن 1/ 149، والبحر المحيط 1/ 301.
[11] بعدها في ك: حنيفة، وهي مقحمة. وينظر: مجاز القرآن 1/ 36 - 37.
[12] ينظر: إعراب القرآن 1/ 207، وتفسير القرطبي 1/ 262 و 291.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست