responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : زهرة التفاسير المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 482
بالقبول والجزاء، فكما أنهم رجعوا إليَّ من تيه المعصية أرجع بقبول التوبة وغفران الذنوب، ثم قال عز من قائل: (وَأَنَا التُّوَّابُ الرَّحِيمُ) أي كثير قبول التوبة لأني رحيم بعبادي، وإن كان الناس لَا يذنبون أتيت بمن يذنب لأقبل توبته كما ورد في معنى الأثر [1].
وإن هاتين الآيتين تدلان على وجوب بيان الهادي إلى الرشاد، كما ورد في الأثر، وإن تبليغ العلم يجب أن يكون على علم بسياسة البيان بأن يبين للناس ما يطيقون، ويتدرج من اليسير، حتى يكون العسير سهلا يسيرًا، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " حدث الناس بما يفهمون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟! " [2].
ويجب بيان الحق الذي لَا زيغ فيه، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا تمنعوا الحكمة أهلها فتظلموهم ولا تضعوها في غير أهلها، فتظلموها " [3] وقال عليه الصلاة والسلام في هذا المعنى: " لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير " [4]. وفق الله العلماء للنطق بالحق وألا يفتحوا باب التأويل لذوي السلطان حتى لَا يضعوا الدر في أعناق الخنازير.
* * *

[1] عَنْ أبي ايُوبَ أنَّهُ قَالَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: كُنْتُ كَتمْتُ عَنْكُمْ شَيْئا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " لَوْلا انَّكُمْ تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقَا يُذْنبُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ ".
رواه مسلمَ: كتاب التوبة (4934) ورواه أيضا (4936) عن أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " وَالَّذِى نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْبم يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ". كما رواه أحمد والترمذي.
[2] أخرجه البخاري عن علي موقوفا: " حَدثوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أتُحِبُونَ أنْ يكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟! " [كتاب العلم: (134)].
[3] جاء في كشف الخفا (3124): لَا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
رواه ابن عساكر عن ابن عباس أن عيسى ابن مريم قام في بني إسرائيل فقال: يا معشر الحواريين لَا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها، والأمور ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين لكم غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فيه فذروا علمه إلى الله تعالى.
[4] جاء في سنن ابن ماجه: المقدمة (220) عَنْ أنَسِ بْنِ مَالكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: " طَلَبُ الْعِلْم فَرِيضَةٌ عَلَى كُل مُسْلِم، وَوَاضِعُ الْعِلْم عِنْدَ غَيْرِ أهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنًازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللؤْلُؤَ وَالَذَّهَبَ ".
اسم الکتاب : زهرة التفاسير المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 482
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست