responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : زهرة التفاسير المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 464
جلاله وإنما تكون أولا بامتلاء النفس بذكره، حتى يكون كأنه سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، نطق اللسان أو صمت أو جهر به أو خفت، كما قال تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُم تَضرُّعًا وَخفْيَةً. . . .)، و (وَاذْكر رَّبَّكَ فِي نَفْسكَ تَضرُّعًا وَخِيفَةَ وَذونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)، وإن الله تعالى يقول اذكروني أذكركم؛ اذكروني في كل حياتكم وفي قلوبكم أذكركم بالنعم والغفران، اذكروني بالشكر أذكركم بالزيادة (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة: (أنا مع عبدي حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ هو خير منه وإن اقترب إليَّ شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن اقترب إليَّ ذراعا، اقتربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيت إليه هرولة، وقد أخرجه البخاري [1]. وإن ذكر الله تعالى يكون في القلب، ويبدو في العمل].
فالطاعات التي يقصد بها وجه الله تعالى ويبتهل فيها إليه ويطلب رضوانه بها هي ذكر لله.
وكل أعمال كالتجارة والصناعة والزراعة إذا قام بحقها، وتوكل على الله تعالى حق توكله هي ذكر لله، وكل عمل لَا يعمل إلا لحب الله تعالى، فالصانع في مصنعه، والزارع في مزرعته]. . والتاجر في متجره إذا قصد وجه الله تعالى ونفع.
الناس يكون ذاكرًا لله تعالى، وإن المؤمن لَا يفرغ قلبه من ذكره، إذا قام بحق الله تعالى، وإن ذكر الله تعالى يصحبه الخوف من الله فيتقي الله تعالى في كل عمل يعمله ويكون دائما في حذر من غضب الله تعالى، وقد قال تعالى في وصف المؤمنين: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2).

[1] البخاري: كتاب التوحيد - باب: قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه (6856) ومسلم: الذكر والدعاء (4732).
اسم الکتاب : زهرة التفاسير المؤلف : أبو زهرة، محمد    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست