اسم الکتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 91
وهم وسط بين أصحاب الفجور والفواحش والاستهتار، وأصحاب الرهبانية والتشديد على النفس وتعذيب البدن.
ومنهج التربية والتزكية يقوم على السلفية: وموافقة نصوص الشارع في السلوك لفظا ومعنى، فليسوا كالذين وافقوا النصوص في اللفظ دون المعنى كالباطنية، وليسوا كالذين تكلموا في المعنى بألفاظ مبتدعة ككثير من الصوفية.
ومنهج التربية والتزكية يقوم على الواقعية والعملية: لا على السلبية أو المثالية.
فهو منهج التسديد والمقاربة، والقصد في الأمر كله، ومراعاة أحوال المكلفين، وتحقيق الملاءمة والمواءمة بين طبيعة هذا الدين وطبيعة المكلفين، فتكليف المندوبات والنوافل بحسب الوسع والطاقة، وأحب العمل أدومه وإن قل، والمؤمن يقول قليلا ويعمل كثيرًا.
ومن الواقعية إدراك أن تفاوت القدرات إنما هو بسبب تنوع المواهب، واختلاف الاستعدادات، ذلك أن الله قسم الأعمال والأخلاق كما قسم الأموال والأرزاق، وعلى كل أن يرضى بما فتح له فيه، وأفضل الأعمال بعد الفرائض يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه، ومن الناس من فتح له في كل باب، وضرب له في كل خير بسهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء[1].
وفي جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يتعين التأكيد على أنه جهاد الدعوة الدائم، الذي لا قيام للدين بدونه، ولا اعتصام بحبل الله إلا هداه، وبإقامته على وجه الصواب استحقت هذه الأمة الخيرية، والنكول عنه والتهور فيه طرفان مذمومان، والقائمون به على وجهه يعلمون [1] انظر: كتابنا معالم في أصول الدعوة ص 51-62.
اسم الکتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 91