اسم الکتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 14
وعن مجاهد في قوله تعالى: {قَدَّمَتْ وَأَخَّرَت} [الانفطار: [5]] ، قال: "أخرت من سنة يعمل بها من بعده"[1].
ومن ذلك الحديث: "من سن في الإسلام سنة حسنة ... ومن سن في الإسلام سنة سيئة" [2].
قال ابن الأثير: "وقد تكرر في الحديث ذكر السنة، وما تصرف منها، والأصل فيه: الطريقة والسيرة"[3].
وهذا المعنى هو المراد هنا من معاني "السنة" اللغوية، وقد تطلق السنة ويراد بها:
- البيان:
كما قال تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} [الأحزاب: 38، 62] .
نصب "سنة" على إرادة الفعل، أي: سنن الله ذلك بمعنى بينه[4].
العادة الثابتة المستقرة:
كما في قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 77] .
فالسنة هنا تعني: العادة الثابتة التي تحكم الله بها وقضاها[5].
وهذا المعنى قريب من سابقه، وكلاهما يتفق مع التفسير السابق للسنة بالسيرة والطريقة.
وقيل: هي الصقل والتزيين[6]، وقيل: التقوية[7]، والذي يعنينا هنا هو المعنى [1] التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة "523". [2] رواه مسلم "1017" من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه. [3] النهاية في غريب الحديث لابن الأثير "2/ 409"، ولسان العرب لابن منظور "6/ 399". [4] لسان العرب لابن منظور "3/ 399". [5] تفسير ابن كثير "3/ 54". [6] انظر: لسان العرب لابن منظور "6/ 400"، والمعجم الوسيط إصدار مجمع اللغة العربية "1/ 473". [7] لسان العرب لابن منظور "3/ 396".
اسم الکتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة المؤلف : محمد يسري إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 14