{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [1].
ــــــــــــــــــــــــــ المناسبة:
قد أفادت الآيات السابقة كمال حال عباد الرحمن في نفوسهم وعقولهم وأخلاقهم وأعمالهم، وأفادت عظيم منزلتهم عند ربهم ورفيع ما أُعدَّ لهم من درجاتهم جزاء على صالحاتهم وحسناتهم، وجاءت هذه الآية تفيد أن ذلك المقام العظيم الذي كان لهم عند ربهم إنما هو بسبب عبادتهم، وتعلن للناس أن عبادتهم هي الشيء الوحيد الذي يكون لهم به قدر وقيمة عند ربهم وبدونها لا يكون لهم وزن عند خالقهم ولا يكونون شيئا يبالي به. وأن من كذب وخلع بتكذيبه ربقة العبادة فقد حقَّت عليه كلمة العذاب، وهو واقع به لا محالة.
المفردات:
ما يعبؤ بكم: ما يبالي بكم، العبء: هو الثقل فما عبأت به بمعنى ما كان له عندي وزن ولا مقدار، وعبأت به كان له عندي وزن ومقدار، وعدِّي بالباء لأنه بمعنى ما باليت، دعاؤكم: عبادتكم من إطلاق الجزء على الكل. كذبتم: كفرتم فلم تعبدوا. لزاما: ملازما واصل اللزام مصدر لازم واختير هنا للتنبيه على أن بين المكذبين [1] 25/ 77 الفرقان.