اتباعا للسنة، وفي السعي على الأهل ما هو من أعظم العبادة، وفي التزوج تكثير سواد الأمة والمدافعين عن الملة والقائمين بمصالح الدين والدنيا، وفي هذا ما فيه من الأجر والمثوبة. وفي التبتل مخالفة السنة وانقطاع النسل وضعف الأمة وتعطيل المصالح وخراب العمران وكفى بهذا كله شرا وفسادا.
الثاني: سؤال العبد من ربه أن يهب له من الزوج والذرية ما تقرء به عينه، يقتضي سعيه بقدر استطاعته لتحصيل ذلك فيهما ليقوم بالسببين المشروعين من السعي والدعاء، فعليه أن يختار ويجتهد عندما يريد التزوج، وأن يقصد إلى ذات الدين، وفي اختياره واجتهاده في جانب الزوجة سعي في اختيار الولد، فإن الزوجة الصالحة شأنها أن تربي أولادها على الخير والصلاح. ثم عليه أن يقوم بتعليم زوجه وأولاده وتهذيبهم وإرشادهم فيكون قد قام بما عليه في الإبتداء والإستمرار مع دوام التضرع إلى الله تعالى والابتهال.
الثالث: ما تقرُّ به الأعين يحصل به الفرح والسرور فالفرح والسرور بما هو خير وطاعة من حيث أنه نعمة من الله وفضل محمود ومشروع.
الرابع: طلب الرتب العليا، في الخير والكمال، والسبق إليها والتقدم فيها مما يدعونا إليه الله، ويرغبنا بمثل هذه الآية فيه كما قال تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} لأن طلب الكمال كمال ولأن من كانت غايته الرتب العليا إنْ لَم يصل إلى أعلاها لم ينحط عن أدناها، وإنْ لم يساو أهلَها لم يبعد عنهم. ومن لم يطلب الكمال بقي في النقص ومن لم تكن له غاية سامية قصر في السعي وتوانى في العمل، فالمؤمن يطلب أسمى الغايات حتى إذا لم يصل لم يبعد وحتى يكون في مظنه الوصول بصحة القصد وصدق النية.