الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا}. وفي نبيه: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ}. وفي القرآن: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا}، {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} فهذه هي أمثالهم التي ضربوها فضلوا. وجاء القرآن بعد كلماتهم الباطلة بكلمات الحق الدامغة مثل قوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} فهذه هي أمثال الله التي جاءت بالحق وأحسن تفسيراً، التفسير: الكشف عن المعنى.
التراكيب:
وصلت الجملة لمشاركتها لما قبلها في الخبرية والمخبر عنهم والموضوع المتحدث عنه مما جاؤوا به من الباطل وما رد عليهم به من الحق، وجملة {جِئْنَاكَ} حالية من كاف الخطاب المفعول في {لَا يَأْتُونَكَ} والحصر بالنفي، وإلا في تلك الحال والتقدير: ولا يأتونك بمثل في حال من أحوالك إلا في حال مجيئنا بالحق وأحسن تفسيرا، والتعبير بالمضارع في يأتونك يفيد الحدوث وتجدد الإتيان منهم، والتعبير بالماضي في جئناك مع أنه في معنى المستقبل يفيد تحقق المجيىء، وهو المناسب لمقام الوعد والتثبيت.
المعنى:
ولا يأتيك يا محمد هؤلاء المشركون وأمثالهم بكلام يحسنونه ويزخرفونه يصورون به شبهة باطلة أو اعتراضاً فاسداً إلا جئناك بالكلام