responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار ابن باديس المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 405
هذه الآية ما كان من سوء مآل الظالم بسبب انقياده لخليله واتباعه له عن غير روية وصدق تمييز يحذرنا من سلطان الخلة الذي يهمل معه شأن الإرادة والتمييز ويعلمنا أن علينا أن نحافظ على إرادتنا وتمييزنا ونظرنا لأنفسنا مع الصديق والعدو، ومع الخليل وغير الخليل، بل نحافظ عليهما مع الخليل أكثر لأنه مظنة الخوف بما له من المكانة في القلب والسلطان على النفس.

إرشاد:
لما كان خليل المرء بهذه المنزلة فعليك أن تختار من تخال، فلا تخال
إلا من حسنت سريرته واستقامت سيرته وغلب الصواب على أقواله وأعماله ليكون دليلك إلى الخير وسائقك إليه، مع محافظتك على إرادتك وتمييزك معه على كل حال.

علامة:
إذا أردت أن تعرف شر خلانك وأحقهم بهجرك له وابتعادك عنه فانظر فيما يرغبك هو فيه وما يرغبك عنه، فإذا وجدته يرغبك عن القرآن وعما جاء به القرآن فإياك وإياه فتلك أصدق علامة على خبثه وسوء عاقبة قربه، فابتعد عنه في الدنيا قبل أن تعض على يديك على صحبتك له في الأخرى. وإذا وجدته يرغبك في القرآن وما جاء به القرآن فذلك الخليل الزكي الصادق فاستمسك به وحافظ عليه. وإن خلة أسست على الرجوع إلى القرآن والتحاب على القرآن والتناصح بالقرآن لخلة نافعة دنيا وأخرى لأنها أسست على أساس التقوى. وقد قال الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [1] [2].

[1] 67/ 43 الزخرف.
[2] ش: ج2، م8، ص 63 - 75 غرة شوال 1350 - فيفري 1932
اسم الکتاب : آثار ابن باديس المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست