من كان يحميهم ويدافع عنهم- في الآية بشارة لهم بأن تلك الحالة لا تدوم وأنهم سيكون لهم على كلمة الحق مؤيدون وفي الله محبون، وسيكون لهم ود في القلوب ممن يعرفون وممن لا يعرفون. وفيها أيضاً تثبيت لهم في تلك الغربة ووحشة الإنفراد بما يكون لهم من أنس الود وأي ود هو. ود يكون من جعل الرحمن.
دفع إشكال:
الآية منظور فيها إلى مجموع الذين آمنوا وعملوا الصالحات وغالبهم، فلا يشكل علينا أن منهم من يموت في غربة الحق قبل أن يكون له على الحق أنصاره، ومنهم من يموت غير معروف من الناس. كما أن الود الذي يجعل لهم غير منظور فيه للعموم فلا يشكل ببغض من يبغضهم تعصباً لهوى آو تقليداً لضال أو حرصاً على منفعة ومحافظة على جاه أو منصب أو مال.
تفسير نبوي:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله اذا أحب عبد دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه. فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول اني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي (جبريل) في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض) رواه بهذا اللفظ مسلم ورواه البخاري وغيرهما. وزاد الطبراني: (ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
فارتبط الحديث بالآية بزيادة الطبراني. وبين النبي- صلى الله عليه وسلم-