خُطْبَةٌ
فِي افْتِتَاحِ دُرُوسِ التَّفْسِيرِ الْعَامِ بِالْجَامِعِ الْأَخْضَرِ
ــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الذي شرفنا بخطابه، وألهمنا حفظ كتابه، وجعلنا من أمة سيد أحبابه. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي اختاره الله - تعالى- من صميم العنصر العربي ولبابه، وحلاَّه بأسمى معارف النوع البشري وأكمل آدابه، وأرسله رحمة للعالمين ليكشف عن الدين ما كشف من حجابه، ويهدي من سبقت له العناية الربانية إلى أعتابه، فأدَّى الرسالة وبلغ الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى رجع الحق إلى نصابه. وعلى الغرِّ الميامين من آله، والشم الغطاريف من أصحابه، وعلى التابعين لهم بإحسان على مر الزمان وتوالي أحقابه.
أما بعد، فإن القرآن كلام الجبار، وسيد الأذكار، فيه من العلم ما يفتح البصائر، ومن الأدب ما ينوِّر السرائر، ومن العبر ما يبهر الألباب، ومن الحكم ما يفتح للعلم والعمل كل باب، هو القول الفصل، والحكم العدل، فمن استهدى بغيره ضل، ومن سلك غير نهجه زل، ومن اتبعه كان على الصراط المستقيم.
فالحمد لله الذي يسَّر لنا العودة إلى تفسيره، والكرع من عذب نميره. وطوبى وبشري- إن شاء الله تعالى- لحاضري دروسه، بالنفع العميم، والأجر العظيم، والنعيم المقيم.
والله نسأل أن يرزقنا الإخلاص في القصد، والصحة في الفهم، والبيان في القول، والتوفيق في العمل، والتيسير للختم، إنه المولى