responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 270
ويستغرب موقف الجرائد الفرنسية اليومية، فقد كانت منذ اعتقل الأستاذ العقبي تكتب الفصول الطوال بالعناوين الضخمة وتنشر الصور المثيرة ولا تقتضب من البلاغات الرسمية حرفًا ولا كلمة وتصوّر الاحتمالات بصورة الحقائق المسلمة، وتصف حادثة الاغتيال بأنها نتيجة مؤامرة واسعة النطاق وترسل الكلمات الجارحة جزافًا حتى بلغ التهوّر بإحداهنّ أن كتبت في الموضوع بتاريخ يوم الأربعاء الثاني عشر من أوت مقالًا فيه عتاب لقاضي التحقيق المحترم على ما سمّته بزعمها تراخيًا في الإجراءات، وقالت في هذا الفصل بدون حياء ولا خجل: ان الشخص الثاني من شريكي العقبي في المؤامرة قد ركب البحر أمس. ولم يبق عليها إلا أن تقول هو فلال بن فلان. فمن أين لهذه الجريدة أن المسافر هو أحد المتآمرين؟ وما الذي حملها على ذلك لولا التحريش الذي هو جزء من "المكيدة" وما الذي أبقته للقضاء بعد هذا البيان؟ بل ما الذي أبقته لعكاشة؟ مع أن عكاشة الذي هو المحور في القضية لم يسمّ واحدًا من الشريكين الخياليين، وإنما وصفهما بصفات مبهمة. فكيف ساغ لهذه الجريدة التي لم تحترم القضاء ولم تحترم نفسها ولا قرّاءها أن تقول ما قالت وتعتدي على الأبرياءَ وتتدخل فيما هو من اختصاص عكاشة وحده؟
أم كيف لا نعذر في اعتقادنا أن هذه الحادثة من أولها إلى آخرها مكيدة مبيتة، وانها موجّهة إلى هدف مخصوص، ما دمنا نقرأ مثل هذا الكلام في جريدة لا يصدرها الجن ولا يقرأها الجن وإنما يصدرها أبناء آدم ليقرأها أبناء آدم؟
لسنا- والحمد لله- ممن يتهم الأبرياء ولا ممن يقف في طريق العدالة أو يثير في وجهها الغبار ليحجب الحقيقة عنها، ولا ممن يرسل الكلام جزافًا، وقد قلنا في طالعة هذه الكلمة ولا زلنا نقول ان الحادثة مكيدة، ونحن قوم ندين بالقرائن كجميع العقلاء، ونؤمن بالمثل- "لا دخان بلا نار"، وقد حصلنا نصف العلم بهذا يوم قال السيد ميشال في منشوره المعروف ما قال، وأوصى أعوانه تلك الوصايا الأكيدة بمراقبة ما سمّاه الحركة الوهّابية وتتبع خطواتها في الاجتماعات العمومية، وتوجيه التهم التي تقتضي الإحالة على "البركي" [3].
وحصلنا النصف الثاني يوم قالت هذه الجريدة ما قالت، وأوحي إليها بما لم يوحَ إلى عكاشة. وحسب العاقل من الأمور مبادئها وخواتمها.
إننا لا نظن أنّ أمثال صاحب هذه الجريدة يحتكرون لأنفسهم ملكة الاستنتاج والقياس، ولا ان الحرية التي وسعتهم إلى حد مراغمة الحقائق ونبز الأبرياء تضيق بنا إلى أن لا نقول ان هذه النتائج من تلك المقدمات.

3) النيابة العامة.
اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست