responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 226
مكانة تونس في نفوسنا ومكانة جامعها المعمور كمكانة شاطئ خير الدين من نفسه؟ أو يعد كلامنا إذا تكلمنا عن تونس فضولًا ولغوًا.
ليعلم الشيخ أننا- والحمد لله- نعرف عن بلدان الإسلام ما يعرفه هو عن المرسى والديوان، وأن الدار ليست داره وحده، وأن أخوّة الإسلام توجب علينا أن نمد أعيننا إلى ما وراء الرسميات والجغرافيات، فنحاسب أمثاله إن وجب الحساب، ونعاتبهم إذا لزم العتاب، وإننا نفهم من "جامع الزيتونة" و "الأزهر" وغيرهما أنها أوطان جامعة للمسلمين تذوب فيها الاعتبارات الفارقة، وتموت بين جدرانها النزعات المارقة، فما ثم إلا الإسلام ولسانه.
وإننا نحمل لهذه (الأوطان الجامعة) من الاحترام والتقدير ما لا نحمله لديارنا ومتَبَوَّإِ صغارنا، ونتمنى لها أن تتقدم فتخرج الودائع الكمينة، وتحقق المعاني الدفينة.
وإن حال هذا الكاتب بالخصوص مع جامع الزيتونة كالحال التي يقول فيها شوقي للأزهر:
مَا ضَرَّنِي أَنْ لَيْسَ أُفُقُكَ مَطْلَعِي … وَعَلَى كَوَاكِبِهِ تَعَلَّمْتُ السُّرَى
فأنا لم أتخرج في جامع الزيتونة، ولم أقرأ فيه حرفًا، ولكني تخرّجت، بالمدينة المنوّرة، على أضوإ كواكب الزيتونة في وقته ولا أحابي؛ الشيخ "محمد العزيز الوزير التونسي"- رحمه الله- فكانت لي بسببه صلة بالزيتونة مرعية المتات، آمنة الانبتات (وإلى اللقاء يا جناب الشيخ).

تعليق: في الجزء الثالث من آثار الإمام الإبراهيمي- عيون البصائر- وفي المقال المعنون: "الرجال أعمال". نجد الإمام الإبراهيمي ينوّه تنويهًا عظيمًا بالأستاذ الشيخ الطاهر بن عاشور في صورة تخالف الصورة المرسومة هنا؛ وهي حالة تذكرنا بموقف عمرو بن الأهتم من الصحابي الزبرقان بن بدر في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد مدحه مدحًا كريمًا ثم هجاه هجوًا أليمًا في وقت واحدث؛ ولما رأى الاستغراب في وجه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله ما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى، رضيت عن ابن عمّي فقلت أحسن ما علمت ولم أكذب، وسخطت فقلت أقبح ما علمت ولم أكذب". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحرًا". انظر العقد الفريد، لابن عبد ربه، ج 2، - صلى الله عليه وسلم - 64 - 65 [عبد الرحمن شيبان].
اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست