responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 121
ثم أتدرون الغاية من ذلك كله؟ هي حمل العالم المتحضّر على احتقاركم واعتباركم في الهمج الرعاع الذين لا يصلحون لصالحة ولا يستقيمون على ما يريدون بل على ما يُراد منهم، وحمل الجمهور اللاهوتي منه على اقتحام مأسدة الإسلام لأن فيها ثعالب … فما أنحسكم على الإسلام.
إن للاهوتيين من العالم أن ينتزعوا من أعمالكم حجة مدارها على هذا القياس ما دامت العبادة بالبندير أو بالبيانو فالبيانو أرشق، وما دام الأمر بين أكل الأفاعي وبين أكل الخبز المقدّس فالخبز أفضل، وما دامت المغفرة تُباع بالدراهم عندنا وعندهم فنحن سواء، فما أعظم جنايتكم على الإسلام.
إني قلت، وما زلت أقول، إن محاسن هذا الدين كوّنت له أعداء من غير المنتسبين
إليه يرمونه بكل نقيصة، وإن حقائقه ومقاصده السامية كوّنت له أعداء من المنتسبين إليه يرمونه بكل معضلة. وإن عداوة الأولين منشأها سوء القصد وعداوة الأخيرين منشأها سوء الفهم وليسوا سواء في القصد والغرض ولكنّهم سواء في الأثر. ونقطة التلاقي بين الفريقين هي التعطيل المحض لهذا الدين إذا قدِّر لهم أن ينالوا منه نيلًا، ولو رزق الأولون شيئًا من الإنصاف ورزق الأخيرون شيئًا من صحة الفهم وصدق النظر لأصبحنا معهم في وفاق ولأصبح الإسلام الحقيقي دينًا عامًا يطوي في ملاءته النوع البشري كله.
أيها الناس، إن نقطة النزاع بيننا وبين هؤلاء هو ما علمتم: هو هذه العامة التي أضلّوها وأذلّوها وغاية الشيطان أن يضلّ، وأرادوا أن تعبدهم من دون الله وهو ما يئس منه الشيطان بنصّ الحديث، فإن كان بعد ذلك بيننا وبينهم نزاع في شيء فهو وسائلهم التي يمهّدون بها لهذا القصد، فإن كان بعد ذلك خلاف في شيء كمراتب العبادة وإباحة كراء الأسواق فتلك أغشية يريد علماؤهم المأجورون أن يحجبوا بها الحقيقة ويستجرّونا بها للخروج عن محل النزاع، فإن كان بعد ذلك شيء فهو لا شيء إلا أنهم يقولون عنّا بغير فهم: إنهم وهّابيون وكذا وكذا، ولسنا نستغرب صدور ذلك عنهم فإن من لا يستحي أن يقول على الله بغير علم لا يعزّ عليه أن يقول على المخلوق بغير فهم.
ألا لا يرتابنَّ بعد هذا البيان مرتاب ولا يشكن شاك بعد اليوم في أن اجتماع أصحابنا وتلبثهم حول اسم السنّة إنما هو للدفاع عن (الخبزة) المشتركة.
إن موقفنا معكم قد أصبح يتقاضانا الصراحة وتسمية كل شيء باسمه فقد طال ما سكتنا عنكم فتجرأتم وطالما كنينا ولم نصرّح وحوّمنا ولم نرد استيلافًا لكم وطمعًا في استصلاحكم، فلم يزدكم ذلك منّا إلا عتوًا واستكبارًا حتى حامت حولنا الظنون وأصبحت الشبه تتساقط بساحتنا، فأصبح من المتحثم علينا أن نشرحكم شرحًا يحلّ المشكلات وبفكّ

اسم الکتاب : آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي المؤلف : البشير الإبراهيمي    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست