اسم الکتاب : الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2 المؤلف : فهد بن عبد الرحمن العثمان الجزء : 1 صفحة : 126
قلت: إن الوزير الكبير ابن بلبل ناوله فتاه مُدة بالقلم، فنقطت على دراعة مثمنة، فجزع، فقال: لا تجزع ثم أنشد.
إذا ما المسك طيب ريح قوم ... كفاني ذاك رائحة المداد
فما شيءُ بأحسن من ثياب ... على حافاتها حُمم السواد
قلت: صدق، وهي خال في ملبوس الوزراء [1].
قال حبيب بن عبيد الرحبي: تعلموا العلم وأعقلوه، وتفقهوا به، ولا تعلموه لتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يُتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البزِّ ببزه [2].
قال أبو العباس الكديمي: خرجتُ أنا وعلي بن المديني وسليمان الشاذكوني نَتنزه، ولم يبق لنا موضع غير بستان الأمير، وكان الأمير قد منع من الخروج إلى الصحراء، فكما قعدنا، وافى الأمير فقال: خذوهم.
فأخذونا، وكنت أصغرهم فبطحوني وقعدوا على أكتافي.
فقلت: أيها الأمير: اسمع: حدثنا الحميدي، أخبرنا سفيان عن عمرو عن أبي قابوس، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» [3].
قال: أعده فأعدته.
فقال: قوموا عنه، وقال: أنت تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه [4].
قال أبو أحمد بن عدي: كان المعمري كثير الحديث، صاحب حديث [1] (13/ 201). [2] (13/ 241). [3] انظر السير (13/ 303) تعليق رقم (5). [4] (13/ 303).
اسم الکتاب : الفوائد الذهبية من سير أعلام النبلاء جـ 2 المؤلف : فهد بن عبد الرحمن العثمان الجزء : 1 صفحة : 126