اسم الکتاب : جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 5
الصفحة 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عمود:1]ـ
الهدى والخير.
وهنا كان النظر خاشعا رهيبا على غاية ما يكون رهبة وجلالا.
ثم قام نائب الرئيس الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي فحاضر الناس بمحاضرة قيمه حافلة جاءت على غاية اللذة والإمتاع، وفي منتهى الروعة والإبداع، وكان يلقيها بلهجة هادئة مطمئنة فيها عذوبة وفيها جمال، فاستولى بها على المشاعر والعواطف ولعب بالعقول والألباب. وتكلم الأستاذ العقبي - بطلب وإلحاح من الحاضرين - فجاد وأفاد، ولم يدع قولا لقائل، وألقى شاعر الشباب الأستاذ محمد العيد قصيدة عامرة مؤثرة قوبلت بتصفيق الاستحسان، وقام الأستاذ خير الدين فخطب خطابا بليغا وأنشد أبياتا حسنة للغاية وختم الرئيس هذه الجلسة بتلاوة فاتحة الكتاب وبقراءة بعض الدعوات التي وردت في القرآن الكريم.
وفي يوم الأربعاء استقبل المجلس الإداري رؤساء شعب الجمعية، والوفود، وفدا وفدا وتعرف إليهم جميعا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
وفي مساء يوم الخميس أقام نادي الترقي مأدبة فاخرة إكراما لجمعية العلماء المسلمين حضرتها شخصيات بارزة من الطبقات الرفيعة، ولما فرغوا من تناول الطعام قام الأخ السيد محمد بن مرابط وخطب باسم النادي فأثنى على جمعية العلماء ثناء طيبا، وقام رئيس الجمعية الأستاذ عبد الحميد بن باديس فارتجل خطابا قيما، وتلاه الأستاذ العمودي الكاتب العام للجمعية فخطب بالفرنسية ثم بالعربية ثم خطب الأساتذة: الإبراهيمي وأبو يعلى الزواوي وهذا الضعيف العاجز كاتب هذه السطور وبن حمودي ومحمد الهادي السنوسي (الزاهري) ومحمد العيد والعربي التبسي ومصطفى بن حلوش والطيب العقبي فأوفوا كلهم على الغاية في ميدان الفصاحة والبيان. ثم ختم رئيس الجمعية هذه الحفلة الشائقة بتلاوة فاتحة الكتاب ودعا بآيات من الذكر الحكيم فكانت هذه الدعوات الصالحة من أحسن وأعجب ما جرى في هذا الاحتفال، وما كنا نعلم أن مثل هذه المآدب والحفلات تختم بهذه الباقيات الصالحات.
وانتهت الحفلة في نحو منتصف الليل وخرج الناس مغتبطين مسرورين.
محمد السعيد الزاهري
ـ[عمود2]ـ
إحتجاجات الأمة
على تعطيل ((السنة))
ما تزال أجوبة الاستياء والاحتجاج تتقاطر على الإدارة ولا يتسع نطاق الجريدة لنشرها كلها. فلذا اكتفينا بنشر الاحتجاج التالي من الجمعية الدينية ببونة الموجه برقيا إلى فخامتي رئيس الوزارة ووزير الداخلية وهذا نصه:
م. دلادي رئيس الوزارة
م. شهرطا وزير الداخلية
باريس
باسم الجمعية الدينية الإسلامية فإني أرفع الاحتجاجات القوية ضد تحجير الجريدة العربية ((السنة)) التي هي لسان العلماء المسلمين الجزائريين ونشأ ذلك التحجير بعد وصد المكاتب القرآنية والمساجد.
ومثل هاته الأوامر التي لا داعي لها تعتبر موجهة ضد الديانة الإسلامية ويكون من شأنها المس بالعلائق الإسلامية الفرنسوية.
وإني معتمد على جنابكم لأجل الرجوع في الأوامر المذكورة ولكي تعامل جميع الأديان على حد السواء.
اعتباراتي الواضحة
حامدي الخوجة
رئيس
تكذيب
جاءنا ما يلي من حضرات إخواننا الشيوخ الفضلاء المجاورين بالأزهر الشريف لطلب العلم وتحصيله ننشره بنصه شاكرين لهم غيرتهم على الدين والوطن أدامهم الله مؤيدين لهما ساعين في خدمتهما:
((اطلعنا في جريدة الإخلاص عدد 21 على مقال يقول فيه صاحبه على التأييدات التي تأتي لجمعيتهم من الخارج فلم نعبأ بذلك لأننا نعلم علم اليقين أن مبدأها التمويه على الناس والتضليل على العقول ولكن أشد ما كانت دهشتنا عندما قرأنا فيها بأن هناك تأييدات ترد إليهم من الأزهر ولما كان هذا محض إدعاء وليس له نصيب من الصحة فإننا نعلن تكذيبه حتى لا يغتر بهم مغتر - نعم
ـ[عمود3]ـ
يوجد شخص واحد وهذا الشخص لا يعبر إلا عن نفسه فقط وأما بقية الجزائريين بالأزهر بل وكل عاقل منصف فإنهم ضد هذه الجمعية وضد جريدتها التي جعلت شعارها النميمة ومبدأها التوقيع بالعلماء الراشدين المخلصين.
وإننا كلنا كتلة واحدة نؤيد جمعية العلماء التي جمعت أفاضل الأمة وسادتها وقد اطلعنا على برنامجها وعرفنا غرضها الذي ترمي إليه وهو النهوض بأبناء الوطن إلى ذروة المجد، لذلك نجد رجالها المخلصين (أكثر الله من أمثالهم) لا يألون جهدا في سبيل نشر المعارف وإزالة المنكرات بكل الطرق المعقولة، لهذا نضم أصواتنا إليهم ونطلب من الله أن يوفقهم ويحقق طلبتهم، ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نقدم خالص شكرنا إلى رئيسها المخلص الأستاذ الأبر (الشيخ عبد الحميد بن باديس) وإلى جميع أعضائها العاملين نخص منهم بالذكر (الأستاذ الشيخ الطيب العقبي، والأستاذ الشيخ العربي بن بلقاسم) أطال الله في حياتهم آمين.))
الرجاء نشر هذه الكلمة في جريدتكم حتى يطلع عليها أبناء الأمة وليعلموا أن جميع ما تكتبه تلك الصحيفة عار من الحقائق، حائد عن قصد السبيل, ولعل هذه الكلمة تبهت الشيخ الحافظي الذي يدعي أن جمعية العلماء لم تلق تأييدا من أبناء الوطن.
ولعلها تكون رادعا له عن نشر مثل هذه الدعاوي في جريدته - وإن مما يدل على صدق جمعية العلماء ونزاهتها وإخلاصها أن جميع الصحف الحرة في مصر كثيرا ما تنقل عن مجلة (الشهاب) وجريدة (السنة) لعلمها بأنها هي لسان الأمة الناطق عن آرائها المعبر عما في نفوسها ولكننا مع مزيد الحمد والشكر لم نرها يوما ما نقلت عن جريدة الإخلاص لعلمها بالتجرد عن معنى مسماها والله لا يهدي كيد الخائنين.
27 صفر 1352
عن طلبة رواق المغاربة بالأزهر:
* السعيد بن محمد الطيب الرحابي، * البشير العروسي، *أحمد المدني محمد، * الأمين المدني محمد
اسم الکتاب : جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية المؤلف : ابن باديس، عبد الحميد الجزء : 1 صفحة : 5