responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 46
شردوا عن مواطن الإصلاح وأتبعوا أهواءهم، لتعم دعوة الإصلاح سائر الطبقات، تلك المسئولية العامة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم بالآية المتقدمة "كنتم خير أمة الخ" وبقوله صلى الله عليه وسلم "ليبلغ الشاهد منكم الغائب".
هذه بعض أو أهم أدوات الدعوة إلى الله، أما الدعوة نفسها فالقرآن كله دعوة إلى الله حتى قسم القصص والأخبار منه كما حكي أن المنصور قال لعمرو بن عبيد: عظني قال: نعم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ * أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
وأكبر ما أبتليت به الدعوة الإسلامية في هذا العصر هذه الدعوة الإلحادية التي تقوم بها الكثرة الغالبة من شبابنا الذي قضت عليه ظروفه السيئة أن يتلقى ثقافته عن قوم ليس لهم عدو إلا الإسلام حتى أصبح مقياس الرقي عندهم عقوق هذا الدين الذي بذل شباب الإسلام الأولون في الدعوة له والدفاع عنه دماءهم وأرواحهم، ولكن سينصره الله وإن خذله المسلمون كما نصره قبل أن يخلقوا والعالم كله يتيه في الشرك والوثنية {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}
وإذن فالدعوة التي تتناسب مع هذا الظرف الذي تغلبت فيه المادة على الروح والكفر على الإسلام هي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فإن الله لا يقبل الإسلام المبعض الذي لم يقبله من بني إسرائيل إذ قال فيهم: {تُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} ولا يقبل الإسلام المؤقت لأن الأعمال بالخواتم ولأن الله يقول: (وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ)
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

اسم الکتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست