responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 104
هدايا العيد
يتهادى الناس في أعيادهم أنواعا من الهدايا تختلف باختلاف أصحابها، وقد فكرت في شيء أتحف به القراء- في هذا العيد- فلم أجد أسمى ولا أغلى من هذه الصفحة الرائعة من سير أجدادهم ومنتخب أقوالهم، فعسى أن يقتفوا خطواتهم، ويسيروا على آثارهم:
لما غضب الصالح إسماعيل على العز بن عبد السلام وطرده من الشام، وصار الشيخ في الطريق، بعث إليه بعض صنائعه يسترضيه ويقول له: بينك وبين أن ترد إلى مناصبك وما كنت عليه وزيادة أن تنكسر للسلطان وتقبل يده لا غير، وهنا تعلن نفس الشيخ عن كرم معدنه، وتجرى على لسانه هذه الكلمات القوية المتحدية ويقول له: والله يا مسكين ما أرضاه يقبل يدي فضلا عن أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد، ونحن في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به.
لما آلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه مما توج به أعماله، أن رد المظالم التي أقدم عليها من سبقه من الخلفاء الأمويين، وقال: إنه لا ينبغي أن لا أبدأ بأول من نفسي، فنظر إلى ما في يده من أرض أو متاع، فخرج منه، ثم نظر إلى فص خاتم وقال: هذا مما كان الوليد أعطانيه مما جاء من أرض المغرب، فخرج منه، ولما جاءته عمته ترجوه أن يرد إلى بني أمية ما وصل إليهم من طريق من سبقه أبى، فقالت له: إني رأيتهم يتكلمون، وإني، أخاف أن يهيجوا عليك يوما عصبيا- كأنما تهدده بثورتهم- فقال- واثقا-: كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره، ثم سطوا- بعد ذلك- ابنه عبد الملك قائلين له: إن من كان

اسم الکتاب : دراسات وتوجيهات إسلامية المؤلف : سحنون، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست