responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 369
العدد 8 - بتاريخ: 1 - 11 - 1910
العمال والحكومات
العمال هم العدد الأوفر في الأمم، والعامل الأكبر على رقي الشعوب، عليهم مدار قيام الكون، وبهم تقدم بني الإنسان في معارج العمران.
هم معدن ثروة البلاد وغناها، ومنهم مصدر نفوذها وسلطتها، وينبوع مجدها وعلاها، بل هم أعصاب البشرية ومجموع حياتها وقواها.
هم الذين بعملهم الدائم وجهادهم المتتابع وسعيهم المتواصل يسيرون بسفينة بلادهم سيراً حثيثاً أميناً في بحر تنازع البقاء المتلاطم غير هيابين ولا فخوري. فلا تقعد بهمهم العواصف العاصفة، ولا تثبط عزيمتهم الرياح الثائرة والأمواج الهائجة، بل يواصلون الجد بثبات وحزم. . . ولا يفاخرون بعملهم ولا يباهون بخدماتهم شأن كبار القوم.
هم لا تصيبهم مزن الألقاب والرتب وعلامات الشرف المصطلح عليها، هم لا يؤبد رسمهم بالتماثيل النحاسية والأنصبة المرمرية، لكنهم يصبونها من قلوبهم ومهجهم ليمجد بها غيرهم. هم لا يخلد اسمهم في التاريخ بل يكتبون صفحاته بدماء أفئدتهم ليعظم فيها سواهم. هم لا يكللون

اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست