اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 351
آداب العربية ونبغ كثير من المؤلفين والعلماء والمعربين فنشروا لنا من المؤلفات ما هو جدير بالمطالعة وإن كانت لا تزال قاصرة عن حاجاتنا فإن فيها دليلاً على نهضتنا وكفى بجرائد المهجر في أمريكا الشمالية والجنوبية ومطابعه ومؤلفاته شاهداً عدلاً على أن العربية جددت شبابها واستعادت نهضتها. فماذا يجب اتخاذه لترقية آداب هذه اللغة؟ (هذا ما نراه في الجزء الثاني).
عيسى إسكندر المعلوف
في جنائن الغرب
العزلة
طالما كنت أجلس في الجبل تحت ظل شجرةٍ من بلوط، وقد خيم الحزن على صدري، فكنت أسرح الناظر في السهول التي نشرت أمامي أحاسن محاسنها يتلو بعضها البعض وقد أخذت زخرفها وأزينت وأنبتت من كل زوج بهيج، وقد آذنت ذكاء بالغروب مرتدية حلتها الصفراء تعلوها الكآبة. ولا أدري إن كان ما ألم بها توجعاً ورحمة لي، أو من ألم البين والفراق.
أمامي النهر يزمجر بأمواجه الزاخرة المزبدة، وينساب كالأفعى وسط الرياض، وهناك البحيرة الساكنة كالمرآة الصقيلة. وقد ارتسم كوكب المساء على صفحات الماء. وكانت الجبال التي تحوطني متوجة بغابات قاتمة رمى عليها الشفق أشعته الأخيرة.
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 351